إذا كنت تريد أن تعرف قيمة الفوز الأخير على فيتنام وهو فوز مدو كما شاهدناه عليك أن تتصور عكس ما حدث· أقول ذلك لكل الأصوات التي تحاول أن تكبت أو تقلل من أهمية الفوز من منطلق كلمات ان هذا هو مستوانا·· وان هذا هو الحجم الحقيقي لفيتنام· سوف اسلم جدلاً - رغم أني غير مقتنع - أن هذا هو الحجم الحقيقي لفيتنام·· فهل نسلم بقضية ان هذا هو مستوانا·· ومعنى هذا الكلام اننا كنا كذلك قبل كأس آسيا·· وما حدث أمس الأول كان يجب ان يحدث قبل ثلاثة أشهر· هذا الطرح أختلف معه كلياً وليس جزئياً· فمستوانا بالأمس لم يكن مثل مستوانا قبل ثلاثة أشهر·· أو حتى خلال كأس الخليج التي أحرزنا كأسها لأول مرة· من يسلم بذلك فهو لا يعترف بأننا تطورنا كثيراً وكثيراً جداً في مستوانا وفي تفكيرنا ونظرتنا إلى الآخرين· فريق اليوم ليس كفريق الأمس·· فقد حدث تطور كبير في أسلوب الأداء وفي نوعية اللاعبين المشاركين·· انظر إلى حجم اللاعبين الجدد الذين دخلوا على التشكيلة قياسا بقائمة كأس الخليج· إن هذه العناصر الجديدة التي أصبحت أساسية الآن·· والتي أضافت قيمة لا يستهان بها في مستوى الفريق تعتبر أحد الأسباب المهمة جداً في تطور المستوى·· وهذا يحسب لمدرب الفريق في المقام الأول·· وهو ما نحاول أو يحاول بعضنا عدم الاعتراف به·· كما ان ذلك يحسب أيضاً لدوري الإمارات ولأنديته القادرة على فرز عناصر جديدة موهوبة ومتعلمة·· ويحسب أيضاً لاتحاد كرة القدم الذي واجه الحملة الشرسة التي نشبت ضده بسبب موجة التوقفات الكثيرة حتى يأخذ المنتخب حقه في الإعداد الكافي لمباراتي فيتنام على وجه التحديد·· لأن اتحاد الكرة كان يعرف جيداً ان خروجنا المبكر على يد فيتنام كان سيحدث انتكاسة هائلة كانت كفيلة بإعادتنا إلى الوراء لسنوات· كما اننا يحسب لنا أيضاً·· واقول لنا وأقصد اتحاد الكرة واللاعبين ومدربهم ورجال الإعلام·· يحسب لنا اننا استوعبنا الدرس جيداً يوم أن خرجنا من الدور الأول في كأس آسيا بسبب الخسارة من فيتنام·· هذا الدرس كان نصب أعيننا كل الوقت·· فبدأنا نفكر جدياً في ضرورة احترام قدرات الآخرين مهما كان الاسم·· وبدأنا أيضاً نحشد كل قوانا في سبيل تطوير أنفسنا وفريقنا الوطني على حساب أي شيء آخر· * إن المشهد الذي حدث في ستاد محمد بن زايد وهذه الأهداف الخمسة الرائعة لم يكن السبب فيها هو تواضع مستوى فيتنام في المقام الأول بقدر ما كان السبب فينا نحن·· عندما اشتغلنا ''صح'' في الملعب وفكرنا ''صح'' من خارجه· منتخب الإمارات الآن ليس اسماعيل مطر فقط مع كل التقدير له·· فأنا لا أنكر أنه يصنع الفارق·· لكن يجب أن نعرف ان اسماعيل مطر هو واحد منا وليس لاعباً أجنبياً ولا مجنساً·· وفي نفس الوقت علينا عدم إغفال حق الآخرين في البروز والتألق·· وإلا فبماذا تفسر قدرات دادا وهو يشق طريقه بين الدفاع بجرأة وثقة ويركن الكرة كما يفعل أي لاعب آخر كبير في مكان لا يصد ولا يرد·· وأيضاً بماذا تفسر هذا التمركز الصحيح والقفزة الهائلة للاعب الشحي واسقاطه الكرة من فوق ذراعي الحارس الفيتنامي مستغلاً تمريرة ساحرة من اسماعيل مطر الإماراتي وليس الافواري على سبيل المثال· وعليكو السلام يا فيتنام·