عندما يواجه الأبيض الإماراتي نظيره الفيتنامي في إياب المرحلة الأولى لتصفيات المونديال، فإن المباراة تبدو وكأنها ''فاصلة'' في الحوار الكروي بين المنتخبين الذي تواصل على مدار 110 أيام! وإذا كان ثوار فيتنام قد فازوا في المواجهة الأولى والتي شهدتها نهائيات أمم آسيا 2007 في هانوي فإن الأبيض فاز بالمواجهة الثانية في نفس الملعب ولكن في إطار تصفيات كأس العالم، لذا فإن لقاء الليلة من شأنه أن يحسم المنافسة بين المنتخبين ويحدد أيهما يستحق أن يكسب المواجهة الثالثة ويواصل مشواره المونديالي، وأيهما يغادر السباق من المرحلة الأولى· ومن الخطأ الفادح أن نعتقد أن المهمة سهلة، أو أن الطريق مفروش بالورود للصعود لمرحلة المجموعات، فالمنافس الفيتنامي وبرغم التصريحات ''التخديرية'' لمدربه ليس لديه ما يخسره ويدرك جيداً أن مباراة الليلة فرصته الأخيرة للبقاء في دائرة الأضواء بعد الخروج من تصفيات الأولمبياد· ولأن مباراة اليوم هي أول ظهور رسمي للأبيض على ملعبه وبين جماهيره بعد سيمفونية ''خليجي ''18 فإن الكل مطالب باستحضار نفس الحالة التي كان عليها المنتخب خارج الملعب وداخله، حيث ''التوحد'' الكامل خلف الأبيض، حتى نحقق أمام فيتنام ما أنجزناه على نفس الملعب في دورة الخليج عندما كسب كل مبارياته باستاد محمد بن زايد، وصعد للنهائي وكسب شقيقه العماني واعتلى عرش الكرة الخليجية في لحظة لا يمكن أن تسقط من ذاكرة الكرة الإماراتية· وما يدعو للتفاؤل تلك الحالة العالية من التركيز التي تسود أجواء المنتخب الذي تولدت لديه قناعة بأن الفوز بمباراة الذهاب لا يساوي سوى 50% وأن مباراة الإياب تستوجب بذل أقصى الجهد وكذلك الحذر الشديد من الهجمات المرتدة الفيتنامية بكل ما تتسم به من خطورة حتى يبقى المرمى الإماراتي نظيفاً، أملاً في أن يستثمر المهاجمون الفرص التي تلوح لهم لرد الاعتبار ووضع نقطة في آخر السطر لمسيرة المنتخب الفيتنامي المونديالية، بعد أن وضَعَنا تحت ضغط هائل لمدة ثلاثة أشهر كاملة· وبالتأكيد فإن جماهير المنتخب ليست في حاجة إلى من يدعوها لمؤازرة منتخبها، فنجاح الأبيض مسؤولية الجميع، واستمرار المشوار المونديالي مرهون بتكاتف كل من يحب الأبيض، حتى يستعيد المنتخب هيبته ويصبح رقماً صعباً بين المنتخبات الآسيوية· وقولوا يا رب·