يدخل اليوم منتخبنا الوطني لقاء العبور المهم نحو التأهل للدور الثاني من تصفيات المونديال أمام المنتخب الفيتنامي بعد فوزه بلقاء الذهاب بهدف نواف الذي جعلنا اليوم في وضعية أفضل نسبياً ونحن نستضيفهم إياباً وعيوننا ترنو نحو التأهل للمرحلة الأصعب· ولتحقيق هدف التأهل لابد من التعامل أولاً بحذر شديد مع مباراة اليوم، وطي فوز الذهاب، حيث منه ننطلق لتحقيق أفضلينا على ارض الواقع، ويجب أن لا نعول على الفوز الذي حققناه في هانوي ·· فذلك الفوز بالمقام الأول خفف عنا الضغط، وفك العقدة والهاجس الذي لازمنا منذ الخسارة المريرة من الفريق نفسه في نهائيات أمم آسيا الأخيرة· ولمواصلة تلك الأفضلية وجدارة فوزنا بالذهاب يجب توخي الحذر أولاً وأخيراً، والتعامل مع المنافس بجدية وحزم، وعدم استسهال اللقاء، خاصة وأن المنافس سيلعب اللقاء بتحرر أكثر، فليس لديه مايخسره، على عكس لاعبينا الذين سيكونون مطالبين بتأكيد الجدارة وإكمال الشوط الثاني من المشوار بعد فوزنا بالشوط الاول، وهو ما يعني أن هناك شوطاً لايزال بين الفريقين، وفي كرة القدم كل شيء جائز وممكن· فليس تضخيماً لحجم المنافس أن نقول إن مهمة منتخبنا لن تخلو من الصعوبة وهو يلعب على أرضه وبين جمهوره الذي لن يرضى بغير الفوز مهما كانت الظروف منطلقين من ثقتهم بإمكانيات وقدرة المنتخب على تجاوز منافسه، وتكرار الفوز الذي حققه خارج أرضه· وعلى ما يبدو ان المنافس الفيتنامي وجهازه الفني قد عمدا لإشعال الحرب النفسية مبكراً وقبل وصوله من خلال تصريح مدربه ريدل الذي أكد أن حظوظ فريقه لا تتجاوز العشرة بالمئة فقط للتأهل والفوز، وهو كلام رد عليه ميتسو بذكاء وواقعية، وكشف لعبة ريدل التي كان يهدف من ورائها النيل من عزيمة لاعبينا، وإشعارهم بأنهم فائزون لامحالة، وان حضور الإمارات للنزهة أكثر منها للمنافسة، وما نتمناه أن يكون ميتسو قد اعد فريقه لهذه الحرب، ودرسهم كيفية الرد والتعامل معها بكل حزم وصرامة بالملعب، وعدم الاكتراث لحديث ريدل· وكل امانينا أن يكون الرد على حديث ريدل قوياً بالملعب، وشديداً على مدرب فيتنام، ليعود أدراجه خائباً دون حصاد، ولنؤكد أننا أكبر من الانجراف وراء مثل هذه الأحاديث الملعوبة، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا من لاعبينا لمواجهة الهدوء والتحرر الذي سيلعب به المنتخب الفيتنامي، لتحقيق اغراضه من المباراة· مجرد رأي الهدف الذي عدنا به من فيتنام يجب أن يكون دافعاً لمنتخبنا الوطني لتحقيق هدفه اليوم وهو يلعب على أرضه، وكما ثقتنا في لاعبينا كبيرة، فإن ثقتنا في جماهيرنا كذلك كبيرة للزحف اليوم ومساندة الأبيض لإكمال المباراة الذي بدأها في فيتنام ويختتمها بالعاصمة أبوظبي، ولتكتمل الفرحة بالتأهل لابد من تضافر الجهود ومنها الحضور الجماهيري الذي نتمناه أن يكون بحجم طموحنا·