الكثيرون ممن درسوا في الخارج، سواء في أميركا أو أوروبا، يلاحظون مراعاة مختلف المؤسسات والدوائر لأحوال الطلاب، في المطاعم وكافتيريات الجامعات والمكتبات ومحال القرطاسية والمواصلات العامة، وحتى في دور السينما لهم أسعار خاصة بهم، تشجيعاً ومساعدة لهم على تحصيل العلم، وتخفيف الأعباء على أسرهم وأولياء أمورهم·· إلا عندنا، فالوضع معكوس للطلاب الذين ينظر اليهم البعض على أنهم كنز واجب استنزافه· قادتني الصدفة الى حرم جامعة خاصة في مدينة أبوظبي لإنجاز عمل خاص، ولأنني حضرت قبل موعدي، توجهت الى الكافتيريا التي تحتوي فروعا لسلاسل عالمية من المقاهي ومطاعم الوجبات السريعة، ولاحظت أن أسعارها باهظة الأثمان، ولا تتناسب مع غالبية الطلاب الذين يعتمدون على أجهزة البيع الآلي لشراء مشروباتهم المفضلة· استعدت ذلك المشهد بينما كنت أتابع امس الأول شكوى أحد أولياء الأمور من خلال برنامج زميلنا راشد الخرجي بإذاعة ''نور دبي'' عن أسعار المأكولات في كلية حكومية أوكلت ادارة الكافتيريا فيها إلى جهة خاصة، وحيث أصبح سعر ''السندوتش'' الواحد على سبيل المثال خمسة عشر درهماً، كما قال المتصل· كما سمعنا أيضاً عن الجامعة التي فرضت على طالباتها شراء أجهزة الكمبيوتر المحمول ''اللاب توب'' من محل معين، الأسعار فيه تزيد عن الآخرين بما لا يقل عن 25 بالمئة· وتابعنا كيف لجأت بعض الطالبات الى برنامج ''قريب المنال'' في تلفزيون دبي طلباً لمساعدة غير المقتدرات منهن على الشراء، لتوفير هذه الوسيلة الضرورية لهن· وكانت قد اتصلت بي أم طالبة في احدى هذه الكليات، تدعونا الى تناول موضوع الأسعار في ''الكافتيريات'' الجامعية الحكومية أو الخاصة، والتي أصبحت مظهرا من مظاهر ''الشللية'' والاستعراض، ووسيلة لإغاظة غير المقتدر· وقد اتصلت بأحد مسؤولي شؤون الطلاب في جامعة خاصة، فلم يجد ما يبرر به الأمر سوى انهم حريصون على أن تكون الخدمات المقدمة للطلاب ''على مستوى''، وكل ما نرجوه منهم أن يعينوا الطلاب، وأن يكون ما يدرسونه لهم ''على مستوى'' فعلاً لا قولاً