الخبر الخطير الذي انفرد به ''الاتحاد الرياضي'' في صفحته الأولى بالأمس والذي يعني بتصعيد قضية الحارس الدولي ماجد ناصر إلى ''الفيفا'' يعتبر الحلقة الأهم في هذه القضية التي شغلت الوسط الرياضي والكروي الإماراتي· وبادئ ذي بدء فإن الذي أحال أوراق ماجد الى الفيفا هي لجنة الحكام باتحاد كرة القدم وليس ''الاتحاد الرياضي'' إذ ربما يلتبس الأمر على الاخوة في الوصل فكل شيء أصبح جائزاً وليس من المستبعد ان يتوهموا أننا وراء ذلك كما اتهمونا من قبل اننا وراء العقوبة متناسين ان لجنة المسابقات لها أهليتها ولها رجالها ولها لوائحها وليست في حاجة الى وشاية أو مساعدة أو تحريض!! ومتناسين أيضاً ان التفكير بهذه الطريقة يسيء للجنة محترمة تؤدي عملها بناء على ما توفر لديها من قرائن وشواهد وتقارير· تصعيد العقوبة للفيفا لا يعني سوى شيء واحد ان الحكام استخفوا بعقوبة لجنة المسابقات ولم تشف غليلهم بعد أن أهانهم اللاعب ماجد في شخص زميلهم سعيد الحوطي عندما دفعه بيده ورماه بتهمة الرشوة وهي تهمة يعاقب عليها القانون المدني وليس القانون الرياضي!! ما أفهمه من وراء هذا التصعيد ان لجنة الحكام على يقين ان الفيفا سوف يستشيط غضباً من فعل هذا اللاعب تجاه قضاة الملاعب·· وانه من المنتظر ان تصدر عقوبة جديدة مغلظة وحسب علمي وأرجو أن أكون مخطئاً·· ففي حالة قناعة الفيفا بعدالة قضية حكام الإمارات فإن العقوبة الجديدة لن تقل عن سنتين·· وهناك حالات مشابهة حدثت·· إذ ربما يتبادر إلى ذهن البعض ان ما فعلته لجنة الحكام أمر غير مسبوق أو بدعة وهذا غير صحيح· المهم الآن ان نفهم ما يحدث بشكل صحيح وليس بشكل عاطفي·· فليس بين لجنة الحكام والوصل ''ثأر بايت'' لا سمح الله·· ولكن بينهما حارس خرج عن حدوده وأساء لنفسه وللحكام وناديه بمشاهد خارجة عن الحدود بكل ما تحمله الكلمة من معنى· من حق لجنة الحكام أن تحمي حكامها وأن تضرب بيد من حديد على كل لاعب تسول له نفسه - بحجة أنها لحظة غضب - في أن يتطاول على حكام متبرعين من أجل خدمة بلدهم وممارسة هوايتهم التي يحبونها· إذا تساهلت لجنة الحكام مرة فسوف يتكرر الفعل القبيح من كل من هب ودب!! وإذا تسامحت لجنة الحكام فلن تجد بمرور الأيام حكاماً ينخرطون في هذا السلك الصعب والقاسي· أقل ما يمكن ان نقدمه لهؤلاء الحكام ان نحترمهم ونحترم قراراتهم لأنهم ليسوا أصحاب مصلحة·· ولا يستطيع أحد عاقل أن يشكك في ذمم حكام الإمارات فأعينهم مليئة بكل الخير والحمد لله· شخصياً كنت ومازلت ناقماً على مثل هذه الأفعال ومعارضاً مشاركة اللاعب مع المنتخب الوطني لأن القضية لا تتجزأ بمفهوم يلعب هنا ولا يلعب هناك· ومع احترامي وتقديري للمفهوم الذي عمل به رئيس الاتحاد سعادة يوسف السركال الذي قال لا يمكنني معاقبة اللاعب في النادي والمنتخب لأن ذلك لم يفعله رئيس قبلي·· فالدمج ما بين النادي والمنتخب غير وارد في لوائحنا· أقول أحترم هذا الرأي وأختلف معه فليس هناك ما يمنع أن تكون أنت السباق في ارساء شمولية العقوبة·· لأنه لا أحد يلوم أحدا إذا كان الأمر يتعلق بالجوانب الأخلاقية البحتة· في نهاية الأمر أحيي لجنة الحكام على حرصها على حكامها ولا ألومها مطلقاً على التصعيد طالما انها تستخدم حقاً كفله لها القانون الدولي· ليكن ذلك عبرة لمن يريد أن يعتبر وعظة لمن يريد أن يتعظ·· فلا مساومة على قضية أخلاقية!