بعض الملاحظات التي وردتني تخص مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الذي استضافته أبوظبي العامرة، فإن كانت النقاط ايجابية ومضيئة وفاعلة لدورة المهرجان الثانية، فلنا أجران، وإن تجاوزها المهرجان، فلنا أجر المحاولة، ونية الإخلاص: المدن تعمل مهرجاناتها من أجل إظهار وترويج اسمها سياحياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً، ولا نعرف ما دخل أبوظبي في الشرق الأوسط لتعمل له مهرجاناً سينمائياً ودولياً ولا نعرف دولة من الشرق الأوسط أعانت أبوظبي على إقامة مهرجانها· لم يمشِ على السجادة الحمراء أي نجم عالمي معروف أو نجمة عالمية، أو ممثل كبير ''سوبر ستار'' الذي تتبعه وكالات الأنباء وعدسات المصورين، كجزء من هدف للمهرجان وهو تواجد المدينة على الخريطة الإعلامية أثناء مهرجانها واقتصر المهرجان بمن حضر على وجه السرعة وبالبركة· لم يحضر مدراء المهرجانات السينمائية الدولية، كجزء من هدف المهرجان للانطلاقة الأولى والتعريف به، وحدهم السفراء وممثلون من درجة متأخرة كانوا هناك، فغاب مدراء مهرجان كان، كارلو فيفاري، برلين، موسكو، الأوسكار، ليبتزج للأفلام التسجيلية، طشقند، تورنتو، سان سباستيان، لندن، فينيسيا، روتردام، طوكيو، مهرجان السينما الأفريقية، تطوان للسينما المتوسطية، قرطاج، وهران، تريبكا في نيويورك·· الخ تواجد الصحافيون من مختلف وسائل إعلام الإمارات لكنهم لم يتمكنوا من حضور الافتتاح، والسبب أن حفل الافتتاح حصري، وثانياً عدم وجود أماكن ''كما قيل'' لهم، فلم تشفع لهم بطاقات الدعوة من متابعته بسبب التنظيم· حضر محكمون ممتازون لأفلام عالمية حظيت بمكانة كبيرة في مهرجانات دولية وغاب الجمهور، ثلاثة أشخاص فقط حضروا الفيلم العماني، أحدهم المخرج· يجب تصنيف الأفلام المشاركة، مثلما تصنيف الجوائز، فلا يعقل أن نخلط مبتدئا بكاميرا فيديو أو سينمائية 16 ملم مع مخرج محترف وفريق كامل· الجائزة التي سلمت لمخرجين من الإمارات بقيمة 100 ألف درهم لكل منهما، لا تشتري أفلاماً خام، ولا تكفي أجر مصور سينمائي محترف أو فريق الاضاءة· صالة العرض الوحيدة في قصر المؤتمرات دفعت المنظمين لتوزيع عرض الأفلام بينها وبين سيني ستار في المارينا مول وصالة المجمع الثقافي، واستخدمت قاعة مؤتمرات في الفندق لعرض بعض الأفلام، لكنها في النهاية قاعة مؤتمرات وليست صالة سينما مجهزة· لم تكن هناك حملة إعلانية ''إعلامية'' قوية وفاعلة تتناسب مع طموحات أبوظبي السينمائية ومهرجانها الدولي، وفرحة الانطلاقة الأولى، لأن أحياناً الانطباع الأول عند كثير من الناس يعني الانطباع الأخير· تساءل الكثير من الناس هل هذا مهرجان مصري في أبوظبي وحدهم شباب ''تكاتف'' كانوا إماراتيين في قلب الحدث·