وكأن مسابقة الدوري تأبى إلا أن تتلاعب بأعصاب جماهيرها، بسبب ظهورها وغيابها، وانطلاقها وتوقفها، وهي حالة لا مناص من التعاطف معها، بحلوها ومرها، إلى أن تنتظم المسابقة! ولعل مباراة الشباب والعين هي الأهم والأقوى والأكثر سخونة في سهرة الليلة، فالفريقان يخوضان المباراة بمعنويات عالية بعد تجاوز جولة البداية بفوز عريض، وإن فاز كل منهما على فريق صاعد من الدرجة الثانية، وهو ما يعني أن مواجهة الليلة هي الاختيار الحقيقي لطموحاتهما، تحت قيادة برازيلية، ومواجهة هي الأولى بين تيتي ''الزعيم'' وسيريزو ''الجوارح''· وبالتأكيد بأن المباريات الأخرى التي تجمع الوصل مع حتا·· والأهلي مع الظفرة والشعب مع الإمارات لا تقل أهمية لاسيما أننا لا نزال في بداية المشوار، وجولة الليلة مناسبة لتضميد جراح الذين خسروا ضربة البداية، وفرصة للشعب لتعزيز الفوز الأول والانطلاق محلياً بعد أن فاته ''القطار العربي''، كما أن الظهور الأول لفريق الإمارات من شأنه أن يكشف عن نوايا ''الأخضر'' وهل ينجح في ترتيب أوراقه مبكراً، أم أنه سينتظر - كالعادة - حتى آخر الجولات ليضمن لنفسه موقعاً بين الكبار؟ الحوار الذي أجراه الزميل محمد البادع مع الإيراني علي كريمي أحد أشهر اللاعبين الذين ارتبطوا بكرة الإمارات فيه الكثير من المعاني والآراء المهمة، حيث يتضمن انتقاداً حاداً لإدارات بعض الأندية التي تتسرع في التعاقد مع بعض اللاعبين الأجانب ثم تستغني عن خدماتهم في أول مناسبة، ويتحول الفريق إلى ''حقل تجارب'' يكلف النادي الملايين، كما أن كرة الإمارات تتعامل مع اللاعب الأجنبي مثل ''الليمونة''، بمعنى أنها مقصرة وتستفزه ثم تلقي به خارج النادي وهنا اختلف مع كريمي لأن من حق النادي أن يستغني عن اللاعب الأجنبي عندما يشعر أن صلاحيته انتهت، تماماً مثلما يحق للاعب أن يتحول لأي نادٍ آخر بعد انتهاء عقده، طالما أنه تلقى عرضاً أفضل، فعالم الاحتراف لا يعترف بالعواطف، فالبقاء للأفضل والأكثر جاهزية والأوفر عطاءً· كما أن التأكيد على أن الدوري القطري أفضل من نظيره الإماراتي يحتاج إلى إعادة نظرة ويكفي أن الدوري الإماراتي يمتاز بجماهيريته عكس ما هو الحال في الدوري القطري، ناهيك عن أندية الدوري القطري سرعان ما تغادر البطولات الخارجية عكس الدوري الإماراتي الذي قدم العين بطل آسيا ،2003 كما أن الفريق الوحداوي هو ممثل العرب الوحيد في نصف النهائي الآسيوي، ولو حالفه التوفيق في لقاء سبهان يوم الأربعاء المقبل، فإنها ستكون المرة الثالثة في آخر (5) سنوات التي يصعد فيها فريق إماراتي إلى نهائي البطولة· وضعت قرعة نهائيات بطولة الأمم الأفريقية رقم (26) بغانا 2008 المنتخبين الشقيقين المصري والسوداني في مجموعة واحدة مع الكاميرون وزامبيا، والطريف في الأمر أن المصريين يعتقدون أنهم محظوظون بأن تضم مجموعتهم منتخب السودان على أساس أنه الأقل خبرة بين منتخبات المجموعة، بينما يرى السودانيون أن القرعة ابتسمت لهم عندما وضعتهم مع المصريين في نفس المجموعة على اعتبار أن فوز الهلال على الأهلي بالثلاثة في دوري أبطال أفريقيا، مما ينعش آمال اللاعبين السودانيين في تجاوز عقبة حامل اللقب· والسؤال: أيهما أكثر حظاً الفراعنة·· أم صقور الجديان؟ أم أن أسود الكاميرون هي المحظوظة بوجود المنتخبين المصري والسوداني في المجموعة!