وتتسع الصحراء، تنبت الصحائف والكتب، ويزهر الفضاء، بالمزن والسحب، وتسفر العاصمة أبوظبي، عن فسحة رحب، والأنام هيام، في صحبة الأدب، جلجلة للمرحلة والمراحل تتلو المراحل، سلاسل في عقد على نحر مسترسلة· يضيء النهار، ويكتب القادمون، من تلك الديار عن لؤلؤة شبت وانتفضت، تمد الدنى بالزهو والانبهار، ونحن هنا القابعون، القابضون على لحن الهوى، وتراً للحياة، للناس أجمعين، فالمشرقي يخبر المغربي، عن بلد اتسعت رقعتها حدقة، تسكن الأحباب في الألباب، وتمضي قدماً، تحكي للآتين عن قصة شعب، وحكاية أرض، هي فرض محصن، للحب للعطاء، للتناسق باتزان، لا منحدر، لا أثر للكبوات أو العثرات، هي صبوة المشتاق للنائيات، السائرات، في البعيد البعيد· وتتسع الصحراء، والعاصمة الفيحاء، تمد خضرة وعبرة، والدوائر تتسع، عند خط الاستقامة، والشهامة، والكرامة، والخطا أسرع من الريح باتجاه القمة، ونحو خطوة تفوق خطوة، ورحلة تتجاوز مرحلة· وتتسع الصحراء، ونكبر نحن، وصوتنا يشق سكون العالم، يبهره، فنزخر بالفخر والاعتزاز· أبوظبي رغيف وكتاب، وغرف وعزف، ومد من البحر إلى الهضاب، وخضاب ورضاب، والناس جميعاً على أرضها أحباب· باقة نضدتها الأيدي بأناقة واستراح الزهر على حضنها، يتمدد حلماً أزلياً، ويمتد الهوى، مع جذر نخلة، وجناح طائر، حط واستوطن، صار جزءاً من المكان والانسان· أبوظبي، تمد للكتاب قلماً وللفن تفتح عالماً، وما بينهما، قاسم مشترك، إنسان هذا الوطن، ينام على منجز ويصحو على معجزة، والطريق مفتوحة، للآتين لينهلوا ويسكبوا ويحطبوا، والهلال المعرفي خصيب رحيب· أبوظبي، مدينة مسهبة في الأماني، والحلم باتساع القلوب الخضراء، واليوم تفتح دفتي كتاب، لنقرأ معاً ونسمع معاً، ونرى معاً، وليبصر الآخر ما استوى في المحتوى، وكيف انبلج الفجر وكيف انعطفت الساريات ليلاً، تعانق الأرض والناس، تهديهم السلام، وتبقى الوئام لكل الأنام· أبوظبي، تومئ للجهات والنبأ اليقين يأتي، من قبلة الساكنين تحت دفء الشامخ المنيف، الأهيف الرهيف، خير رفيق في الزمان لا يضيق ولا يحيق، لا يمل ولا يكل، ولا يشيح ولا يزيح·· أبوظبي، تفصح اليوم عن مهارة، وجسارة في اختيار العبارة، واجتياز مراحل في مرحلة هي كل المسألة، أننا أحببنا، والحب نقيض المعضلة·