من الطبيعي أن يكون هناك عقوبات في هذا العالم حتى يكون هناك ردع لمن يخالف القوانين والأنظمة·· ومن الطبيعي أن يكون لكل قانون روحه التي يتعامل معها القضاة تبعا لكل حالة على حدة·· فإن كان من أخطأ قد عبّر عن ندمه وأسفه لما فعله وإذا كانت غلطته هي الأولى عندها تكون عقوبته أخف من عقوبة من أدمن على الخطأ ومارسه باستمرار· حالة اعتداء حارس الوصل والمنتخب ماجد ناصر على مساعد حكم مباراة فريقه مع الجزيرة أخذت ومازالت تأخذ الكثير من اهتمام الشارع الرياضي الإماراتي خاصة بعد العقوبة ''اللافتة بحجمها'' وهي الإيقاف عن اللعب 13 مباراة كاملة· لن أدخل في متاهة السؤال حول تناسب العقوبة مع الخطأ المرتكب ولا بوصفها قاسية أو كبيرة ولن أدخل في متاهات من علقوا بالسلب أو الإيجاب على ماذكرته إدارة الوصل من أنها كانت مستعدة لدفع 100 ألف درهم كعقوبة مادية في محاولة لتخفيف العقوبة الإدارية ولماذا تدفع الأندية أو تفكر بدفع عقوبات مالية عن لاعبيها رغم أنهم هم من أخطأوا وليس النادي ومن أي ميزانية سيتم دفع هذه العقوبة وتساءل البعض إن كانت حالات أخرى ''لا سمح الله في حال حدوثها من لاعبي أندية أخرى'' ستحظى بنفس الحجم من العقوبة··· والتهويل أن هذه العقوبة ستؤثر أيضا على المنتخب الوطني الإماراتي لأن اللاعب سيبتعد عن الملاعب المحلية لفترة طويلة· ما أريد أن أدخل في حيثياته هي تلك التعليقات ''البريئة والصادقة'' التي سمعتها من بعض جمهور كرة القدم الإماراتي ممن يشجعون بدون تعصب ويحبون بدون تطرف·· فهذه التعليقات تختصر وقع الخطأ والعقوبة على حد سواء لدى غالبية جماهير الكرة على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم وهي أن ماجد أخطأ وقد اعترف بخطئه والاعتراف حتما لا يلغي العقوبة ولكنه يخفف من وقعها وهم أجمعوا على محبتهم لهذا اللاعب ولكنهم أجمعوا ايضا على أن العقوبة ضرورية حتى تكون درسا له ولغيره من اللاعبين بضرورة التفكير بالعواقب قبل الإقدام على الخطأ ·· أما مسألة تأثير العقوبة على المنتخب فهذا الكلام فيه الكثير من مجافاة الحقيقة فاللاعب أولا سيتمكن من المشاركة مع منتخب بلاده وهو ماحدث سابقا مع محمد عمر ''أثناء وجوده مع الوصل تحديدا عام ''1995 يوم عوقب بالإيقاف لسبعة أشهر ونصف وشارك في التصفيات الأولمبية وحدث أيضا مع لاعب اتحاد كلباء حسن سعيد راشد ومع راشد عبدالرحمن ''لاعب الشعب وقتها'' وبإمكان ماجد أن يواظب على تمريناته حتى منفردا ليبقي على لياقته وجهوزيته للدفاع عن ألوان بلده خاصة بدون الغمز واللمز عن نيات مبيتة وترتيبات مسبقة للإضرار بالوصل لأن كل الاندية مثل الأبناء بالنسبة لاتحاد كرة القدم الذي لا أدافع عنه هنا إنما أشد على يديه لحزمه وتأنيه في نفس الوقت قبل فرض العقوبة وكل ما أتمناه أن لا نرى مثل هذه الحالات تتكرر لا في الملاعب الإماراتية ولا العربية·