جاءت تجربة الأبيض مع شقيقه التونسي قوية - كما كان متوقعاً لها - فالمنافس صعد لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات ونال لقب بطولة افريقيا قبل الماضية، ويسعى مثل منتخب الإمارات لاستعادة هيبته بعد أن تراجع مستواه كثيراً في الآونة الأخيرة· وحقق المنتخب الوطني عدة فوائد أهمها تلك الثقة التي أدى بها اللاعبون المباراة على مدار الشوطين، والقدرة على الوصول لمرمى الخصم وأن لم تترجم إلى أهداف· كما يُحسب للأبيض أن الأخطاء الفردية التي ظهرت في الشوط الأول تلاشت إلى حد كبير في الشوط الثاني كما أن التجربة كانت فرصة أمام ميتسو لتجربة أكبر عدد من اللاعبين، واشراك سعيد الكأس بعد اكتمال شفائه وهو بلاشك قوة لا يستهان بها في الهجوم الإماراتي· وبرغم تلك المكاسب إلا انني لازلت عند رأيي في أن ما سيواجهه الأبيض أمام فيتنام مختلف كثيرا عما وجده في لقائه مع تونس، فمن الطبيعي أن يلجأ منتخب فيتنام في لقاء الاياب إلى تأمين وسط ملعبه والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهو النمط التكتيكي الذي غاب عن التجربة التونسية حيث كان الأداء مفتوحاً والفرص متبادلة· الهدف الذي احرزه دوس سانتوس مهاجم تونس لا غبار عليه، والإعادة التلفزيونية السريعة والبطيئة اكدت أن اللاعب لم يكن متسللاً· لازلنا ننتظر الأفضل من الأبيض في المواجهات المقبلة وأولها لقاء فيتنام الذي سيحدد من ينتقل للمرحلة الثالثة في التصفيات المونديالية· لم يكسب منتخب مصر شيئاً من مباراته الودية مع اليابان حيث خسر على صعيد الأداء والنتيجة والتشكيل، ولم يظهر حامل اللقب الأفريقي بما يوحي بأنه قادر على الدفاع عن لقبه الذي كسبه في ستاد القاهرة قبل حوالي العام ونصف العام، وأثبتت المباراة أن المنتخب المصري لايزال يواجه لغزا كبيرا يتمثل في عدم القدرة على الفوز خارج ملعبه، بدليل انه لم يكسب أي مباراة في المجموعة خلال التصفيات الأفريقية خارج ملعبه، فتعادل مع بوروندي وموريتانيا وبوتسوانا وعندما خاض بعض التجارب الودية تعادل ايضا مع كوت ديفوار في فرنسا قبل أن يخسر بالأربعة أمام اليابان في اوساكا، ولولا يقظة الحارس لارتفعت النتيجة إلى سبعة أهداف· والسؤال ماذا يفعل منتخب مصر حامل اللقب عندما يواجه الكاميرون ونيجيريا وغانا وكوت ديفوار·· بعيدا عن ملعبه وجماهيره·· هناك في غانا خلال بطولة لا تعترف إلا بالأقوياء؟! مهما كانت المبررات والحيثيات، لا يمكن لأحد أن يقبل أن ينتهي تاريخ الدكتور حمدون على هذا النحو الذي لا يليق بتاريخه العريض لاعباً وإدارياً ومسؤولاً، خدم رياضة بلاده بكل إخلاص وتفان على مدى أكثر من 30 عاماً·