خبر سعيد قرأته بالأمس حول قرار لجنة الإعداد لانتخابات اتحاد الكرة باعتماد نظام الانتخاب الفردي وإسقاط نظام الانتخابات بالقوائم، وهو النظام الذي يطبقه الاتحاد الدولي في العادة مع الاتحادات المكونة من عدد قليل من الأندية· أجد نفسي منحازا أكثر إلى النظام الفردي في الانتخاب لأني أعتقد أنه النظام الأفضل والذي يساعد على الممارسة السليمة داخل أروقة مجلس الإدارة، باعتبار أنه يضمن وصول عناصر تتميز ''بالندية'' فيما بينها وليس هناك فضل على أحد في وصول الآخر· ورغم أن الكثيرين لا يحبذون هذا النظام ويفضلون القوائم عليه من منطلق أنه قد يسفر عن وجود مجموعة غير منسجمة ومتفقة، إلا أني أرى أنها ميزة وليست عيبا، نحن في حاجة إلى وجود أعضاء لديهم القدرة على المواجهة والاختلاف وليس لأعضاء كل شغلهم البصم على ما يصدر من قرارات أو يطرح من أفكار· وجود ''أنداد'' داخل أي مجلس إدارة كفيل بوجود مناقشة صحية وسليمة لجميع القرارات بعيدا عن المجاملات؛ لأن كلا منهم جاء بفضل نجاحه في الانتخاب، وهذا النجاح يعني اتفاق الجميع على قدرة هذا العضو على العطاء· أما نظام القوائم فإنه مهما جمع بين عناصر مشهود لها بالكفاءة والحياد فإنه لا يستطيع في كل الأحوال التخلص من تهمة ''التبعية'' بين أعضائه· وإذا كنت اتفق مع كل من يقول إن اللجنة المشكلة لإعداد انتخابات اتحاد الكرة غير قانونية وإن تشكيل اللجنة هو من اختصاص هيئة الشباب والرياضة وهي أعلى سلطة رياضية في البلد· لكن ذلك لا يعيب الاتحاد في انفراده بتشكيل اللجنة وأخذ زمام المبادرة والسرعة في وضع آلية للتطبيق، وفي الوقت ذاته استشارة الاتحاد الدولي بأفضل طريقة للاقتراع، كما تنص على ذلك القوانين الدولية· اتحاد الكرة بهذا التصرف سعى إلى سد فراغ إداري يعلم أنه لن يزاحمه عليه أحد من واقع أنه اعتاد من الهيئة أن ترفع يدها طواعية عندما يتعلق الأمر باتحاد الكرة·· لقد قرر إجراء الانتخابات وشكل لجنه خاصة للإشراف عليها ووضع آلية للتطبيق ولم تعترض الهيئة لا من قريب ولا من بعيد· إذا لماذا نلوم الاتحاد ونشغل البال بالناحية القانونية، طالما أن الهيئة ''راضية مرضية'' بالتخلي عن مسئولياتها ودورها الذي يكفله لها القانون· عموما·· كان الله في عون الهيئة، مشاغلها كثيرة وهذه الأيام على وجه التحديد هي مشغولة بإحالة الدكتور حمدون إلى التقاعد وتجويد العمل داخل أروقتها··!!