استوقفتني مقالة في صحيفة الجمهورية المصرية بقلم الزميل محمد جاب الله وعنونها (إما التدريب وإما التحليل)··· وفيها تحدث حصرياً عن الكابتن فاروق جعفر الذي يراه (زميلنا محمد) على الكثير من الفضائيات وبرامج الرياضة محللاً للمباريات، وناقداً للمدربين، وناصحاً للاعبين، في الوقت الذي وصف فيه زميلنا كاتبُ المقالة أن وضع الترسانة الذي يدربه فاروق جعفر يعاني من عثرات متتالية ولايستطيع منافسة أقرانه كما تعود في السابق، وأنا أعترف أن هناك وضعاً (عربياً مستجداً) يتمثل في اندفاع لافت وكبير على النقد والتحليل التلفزيوني من قبل لاعبين سابقين أو حتى حاليين (في أوقات فراغهم) أو مدربين على رأس عملهم، وبالطبع زملاء صحفيين وإعلاميين وكل يفتي في مجاله· وأعترف أننا كمحطات تلفزيونية كنا من أسباب هذه الاندفاعة لكثرة برامجنا الحوارية والنقدية والتحليلية، وهذه البرامج بحاجة إلى ضيوف (من الأوزان الثقيلة والخفيفة) ليساهموا في زيادة نسب المشاهدة لهذه البرامج ويمنحوها المزيد من المصداقية من خلال أسمائهم الكبيرة وتجاربهم الغزيرة، (مع اعترافي أيضاً) أن كل صاحب تجربة كبيرة ليس بالضرورة محللاً جيداً أو ناقداً متمكناً على الشاشة··· فالاسم الكبير وحده لايكفي لإقناع وإمتاع الجمهور··· ويبدو أن على الأندية أو الجهات التي يعمل فيها هؤلاء اللاعبون والمدربون أن تسمح لهم أو تمنعهم من المشاركة في البرامج التلفزيونية إذا رأت أنها تتعارض جذرياً مع المهام الموكلة إليهم، وإن كنت شخصياً لا أرى مانعاً أبداً من الاستفادة من خبرات ومعارف هؤلاء الأشخاص لما فيه خير للمشاهد حيناً وللوطن أحياناً كثيرة، ولديَّ العشرات من الأمثلة على مدربين ولاعبين عالميين شاركوا مع محطات رياضية شهيرة في برامج نقدية وتحليلية وهم على رأس عملهم، ولكن تصادف أنها كانت أوقات فراغ أو توقفات لأنديتهم ومنتخباتهم فظهروا في برامج جماهيرية مفيدة··· وليس بالضرورة أن يكون فريق هذا المدرب (المحلل) خالياً من العيوب، لأنها قد لاتكون بالضرورة عيوب فنية··· ولكن يبقى هناك مجال للنقاش حول توقيت الظهور التلفزيوني وتعارضه مع الواجبات الأخرى خاصة، كما نسمع عن موضوع صديقنا جمال الغندور وتعارض توقيتات ظهوره التلفزيوني مع عمله كرئيس للجنة الحكام المصريين··· وللحديث صلة