يطل العيد ببهجته، والوان فرحه تبث في القلوب دفء التواصل، وتلاقي الأحبة والخلان، عيد بهيج سعيد، للنفوس والأرواح وهي تحتفي به، بعد شهر الخير والبركات، ولا يعرف لذة وحلاوة هذا اليوم، الا الذين تجافت جنوبهم عن المضاجع، وهم يخلصون للخالق عزوجل طاعات شهر فضيل رحل عنا، وهم الذين حرصوا على وصل الأرحام ، ومد أيادي المحبة والخير للأهل والأقارب والأصدقاء الخلص· في ليلة استطلاع هلال شوال، وبعد أن ثبتت الرؤية تكدر البعض، لأنه ''برمج'' إجازاته على كلام المنجمين والفلكيين، فقد كان يريد بدء إجازة العيد اليوم السبت حتى يبتعد قدر الامكان عن أماكن البذل والعطاء، والعمل الجاد ، ونسي أن هناك جنودا مجهولين في مواقع عدة ، يقومون بأعمالهم بكل نكران ذات، وحب وإخلاص، يستحقون منا كل تحية حب وتقدير واحترام، وعلى رأس هؤلاء رجال الشرطة والمرور الذين كانوا موزعين خلال الأيام القليلة الماضية على كل نقاط وأسواق أبوظبي وغيرها من مدن البلاد، لمواجهة طوفان سيارات بدا كما لو أن أصحابها أُخذوا على حين غرة بأن العيد قد أقبل، من أجل أن يتزودوا باحتياجاتهم واحتياجات أسرهم، وهي ظاهرة نكاد ننفرد بها في غزو اللحظات الأخيرة للأسواق ، كما انتشر رجال مرور أبوظبي في المصليات وهم يوزعون المنشورات بعد أداء صلاة العيد، يدعوننا الى''عدم إطفاء فرحة العيد بحادث''-لا سمح الله، وغير رجال الشرطة هناك أفراد الدفاع المدني، والبلديات وطوارىء المستشفيات، وغيرهم ممن تقتضي أعمالهم التواجد بينما يستمتع الآخرون باعيادهم· وفي هذه المناسبة العظيمة الجليلة نسأل الله العلي القدير أن يعيدها علينا وعليكم باليمن والبركات، ترفلون بحلل الصحة والعافية، وقد تحقق لوطننا الغالي المزيد من التقدم والرفعة والرخاء والإزدهار في ظل قائد مسيرة الخير والعطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأن يديم على إماراتنا نعمة الأمن والاستقرار، وعلى سائر بلاد المسلمين، وعيدكم مبارك ، ومن العايدين الفائزين، وكل عام وأنتم بخير·