العيد مناسبة للفرحة والسعادة وغسل الهموم والأحزان، ونستغل هذه المناسبة ونتوجه فيها إلى الجميع بأجمل التهاني والتبريكات· نتمنى أن تصبح جميع أيام رياضة الإمارات أعياد، وقد تكون هذه أمنية مبالغ فيها، خاصة أن العيد يعرف في اللغة بأنه كل ما يعود ويتكرر، وكلنا يعرف واقع الحال عندنا بأن البطولة التي تحصل من الصعب أن تعود ··!! لكن الإنسان في كل الأحوال لا يملك غير الأحلام، وطالما أن الأحلام مازالت مجانية ولم تصبح للبيع بعد·· شأنها شأن كل شيء من حولنا، ما المانع من الإكثار منها والدعاء بأن تتحقق وتصبح واقعا· وإذا كنا نعترف بأن هناك أحلاما مستحيلة التحقق مثل مشاهدة منتخبنا يفوز بكأس العالم فإن هناك أحلاما حصولها ممكن وسهل لو صارت حولها إرادة عامة، مثل أن تختفي من ملاعبنا حالة التشنج والغضب والتوتر المبالغ فيها التي ترافق بعض المباريات· في هذه الأيام المباركة والسعيدة نريد التذكير بأن الفوز والخسارة وجهان لعمله واحدة، في يوم تسعد بالانتصار وفي يوم آخر تحزن بالخسارة، وقد تكون هذه الحقائق معروفة لدى الجميع ومحفوظة عن ظهر قلب· هي من المفروض أن تكون من البديهيات لكن الغريب فيها أنه عند وقت الاختبار تسقط من الذاكرة· وتطغى مظاهر الغضب والمبالغة على ردود الأفعال· وكم تابعنا سيناريو الفوران والهيجان والميجان الجماهيري وقت الخسائر والتراجع· هو أمر محير ·· من ناحية من حق الجماهير أن تبدي رأيها وتعبر عن عدم رضاها عما يحصل لأنها في النهاية هي من تحترق بنيران الخسارة والتراجع، وغيرتها على مصلحة فريقها ومشاهدته ينافس هو دافعها الحقيقي· ومن ناحية أخرى، نرفض الأسلوب الذي يتبعه البعض في منح نفسه الحق في التنفيس عن غضبه في حالة الخسارة كما يحلو له بالخروج عن النص والتعرض للإداريين وتوجيه الشتائم والسب وكأننا نعيش في غابة· إذا أين يكمن الحل ؟ في العودة إلى البديهيات واتباع لغة التسامح·· ولا أدري هل فضيلة التسامح مازالت موجودة في ملاعبنا أم لا· آخر همسة: من أجمل ما قيل في العيد جاء على لسان الإمام على (رضي الله عنه): إنما هو عيد لمن قُبل صيامه وقيامه· ندعو الله أن يجعلنا وإياكم ممن تُقُبِّل صيامهم وقيامهم وعساكم من عواده·