الكثير من الزملاء الإعلاميين وصف مباراة الإمارات مع فيتنام بالنفسية أكثر منها بالفنية والبعض أيضا جزم بأن المهمة لم تنته بعد رغم الفرحة المشروعة بالفوز ( خارج الأرض ) وإن كان هناك من وصفها بالمبالغ فيها إلا أنها فرحة ( رد اعتبار وفرحة تجاوز نصف الحاجز النفسي الفيتنامي )· ربما كان من أسباب الفرحة أن اللاعبين هم أنفسهم من خسروا قبل أسابيع في نفس الملعب وفي بطولة مهمة جدا والأهم أنها جاءت بعد تتويجهم أبطالا للخليج ·· إذن من المهم نفسيا ومعنويا وحسابيا أن تعود بثلاث نقاط من ميدان منافسك ومن المهم أن تبقى الأذهان واعية إلى أن الحاجز الفيتنامي لم يتم كسره أو تجاوزه بالكامل ·· وهنا تقع على عاتق الإعلام الإماراتي وعلى الجهازين الفني والإداري مسؤولية وضع اللاعبين وحتى الجمهور في صورة حقيقة الوضع بدون (رتوش) أو بدون مبالغة ولاتهويل· الحقيقة بدون رتوش تقول إن المنتخب الفيتنامي ليس سهلا ( كما أنه ليس صعباً والدليل خسارته على أرضه ) ·· والحقيقة تقول إن المنتخب الإماراتي قطع 50% نحو المرحلة الثانية ولكن هناك 50% ثانية ·· والحقيقة تقول إن المنتخب الإماراتي وإن حقق الفوز خارج أرضه لكنه مازال قادرا على تقديم ماهو أفضل قياساً إلى إمكانات عناصره الفنية والبدنية والمهارية خاصة وأنه استعد بشكل ( كبير لمواجهة فيتنام ) ·· والحقيقة تقول إنه لم يعد هناك صغار في عالم الكرة وأي منتخب مهما كان مغموراً قادر على تحقيق مفاجآت مذهلة ·· لهذا فالمنطق يقول أن لا يكون هناك مبالغة في الفرح ولا مبالغة في وضع اليدين والرجلين في الماء البارد أو كما يقول الأحبة المصريون (حط في بطنك بطيخة صيفي) ·· فهذه البطيخة لن يستطيع أحد أن يضعها في بطنه إلا في حال تأهل الإمارات لنهائيات كأس العالم مع الأخذ بعين الإعتبار أن كل مباراة هي مبار اة كؤوس مهما كانت هوية الطرف المقابل ·· فهاهي أفغانستان تصمد شوطا ونصف قبل أن تخسر من سوريا بثلاثة أهداف اثنان منهما بضربتي جزاء!!! ومثلها فعلت اليمن مع المالديف رغم أن كرة القدم في تلك البلاد رفاهية لم يعتادوا عليها بعد ·· أما بنغلاديش فأجبرت طاجيكستان على التعادل بهدف لهدف وعمان لم تقو على نيبال بأكثر من هدفين على أرضها وبين جماهيرها ···فيما فازت سنغافورة على فلسطين بأربعة أهداف كاملة· لكل من وصف الانتصارات العربية بالرائعة أقول إننا كنا نفوز على هذه المنتخبات بدرزن أو نصف درزن من الأهداف وهو ما يعني أنهم إما تطوروا أو نحن تراجعنا ·· أو على الأقل راوحنا في المكان· الوصول لكأس العالم حلم جميل والأجمل أن لا نكون فيه ضيوف شرف أو عابري سبيل ·· وفهمكم كفاية·