الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

احمد فؤاد نجم في كتاب يتناول ملفاته القضائية

احمد فؤاد نجم في كتاب يتناول ملفاته القضائية
9 أكتوبر 2007 22:15
صدر عن دار الشروق المصرية كتاب بعنوان ''شاعر تكدير الأمن العام·· الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم·· دراسة ووثائق'' للكتاب المصري صلاح عيسى في 243 صفحة من القطع الكبير، ويأتي صدور الكتاب بعد أن تجاوز أحمد فؤاد نجم 78 عاماً أزمة صحية المت به الأسبوع الماضي· ويرى الكاتب صلاح عيسى أن الشاعر أحمد فؤاد نجم ظل حريصاً على دور ''الشاعر المحرض'' الرافض للانضمام لأي تنظيم وهو ما كان نجم يصر عليه في التحقيقات كلما تعرض لتجربة الاعتقال المتكررة بسبب قصائده· ويقول عيسى في كتابه إن نجم كان حريصاً على استقلاله كشاعر شعبي وأنه ''رفض كل محاولات المنظمات الشيوعية لضمه لعضويتها لكي يكون صوتاً لها'' وهو ما تسبب في توتر العلاقات بينه وبين هذه المنظمات· ويعد نجم الشهير بالفاجومي من أبرز شعراء القصيدة ذات الطابع السياسي وشكل مع الملحن والمطرب الشيخ إمام عيسى (1918-1995) ثنائياً منذ الستينات وأزعجت قصائد نجم التي غناها إمام السلطات المصرية وأدت إلى اعتقالهما في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات· ويستند عيسى في إحالة نجم إلى الأوراق القضائية متمثلة في تحقيقات النيابة العامة مع الشاعر بسبب ''ما يوصف بأنه قصائده المناهضة'' في أعوام 1972 و1973 و1974 و1975 و1977 والتي انتهت بتقديمه في العام الأخير إلى محاكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن لمدة سنة لتأليفه قصيدة (بيان هام) التي تتضمن ''الاسم الكودي للرئيس (السادات)··· (هي) واحدة من عيون الشعر السياسي العربي وأنفذها رؤية وتحليلاً لظاهرة الحكم السلطوي الديماجوجي'' حيث تتناول القصيدة بياناً مهماً يلقيه زعيم الدولة شحاتة المعسل من العاصمة (شقلبان) إشارة إلى حالة السكر التي يعانيها زعيم الدولة بطل القصيدة· ويقول عيسى إن محاكمة نجم بسبب هذه القصيدة التي كان يقلد السادات أثناء إلقائها فيضحك الحاضرون لم تستغرق أمام المحكمة العسكرية سوى أسبوع وصدر الحكم يوم 25 مارس اذار 1978 بحبسه سنة مع الشغل والنفاذ ''نظير ما نسب إليه في تهمتي إهانة رئيس الجمهورية والجهر بالصياح لإثارة الفتن'' وظل نجم هارباً من تنفيذ الحكم أكثر من ثلاث سنوات إلى أن قبض عليه أثناء حملة طالت مثقفين وصحفيين في سبتمبر أيلول ·1981 ويضيف المؤلف أن نجم كتب عام 1974 أول بياناته في الهجوم على التوجهات الاقتصادية والسياسية للبلاد آنذاك· وبعد وصول الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى مصر في أول زيارة لرئيس أميركي للبلاد كتب نجمة قصيدتيه (حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة) و(شرفت يا نيكسون بابا) التي غناها الشيخ إمام ''واستفزت السلطات المصرية'' بسبب ما فسر على أنه سخرية من الرئيس السادات وزوجته جيهان حيث ''تحاشت سلطة الاتهام أن توجه إلى الشاعر تهمة إهانة رئيس دولة أجنبية حتى قبل عزل نيكسون حتى لا يبدو الأمر وكأنها ملكية أكثر من الملك وخاصة أن نيكسون كان يتعرض لحملة صحفية أميركية شرسة ضده'' بعد تفجر فضيحة ووترجيت حين أمر الرئيس الأسبق الجمهوري بزرع أجهزة تنصت في مقر الحزب الديمقراطي المنافس له· وينقل الكتاب من سجلات نيابة أمن الدولة العليا قول نجم في التحقيق ''أسجل أسفي الشديد لأن جهاز المباحث العامة قدم في بلاغ للنيابة بأني شتمت نيكسون اللص المنحرف اللي طرده الشعب الأميركي'' كما ينقل اعتداد نجم بنفسه في التحقيقات إذ يقول عام 1977 للمحقق ''من المعروف أنني شاعر هذا الوطن وأن شعري هو نبض هذا الشعب·'' كما يرصد الكتاب 12 قضية في وثائق التاريخ المصري المعاصر تضم أوراقاً قضائية ''تتخذ من الإبداع الأدبي والفني والفكري جسماً وحيداً للجريمة'' أولها قصيدة لمصطفى لطفي المنفلوطي (1866-1924) اعتبرت طعنا في الذات الخديوية حيث استقبل بها الخديو عباس حلمي الثاني (حكم بين عامي 1892-1914) حين عاد من مصيفه بالآستانة عام 1897 وسجن المنفلوطي بسببها لمدة عام· ويضيف أنه في عام 1910 صدر حكم بحبس الشيخ علي الغاياتي (1885-1956) لمدة سنة لتأليفه ديواناً شعرياً بعنوان (وطنيتي) اتهم بالتحريض ''على القتل السياسي وكراهية الحكومة والازدراء بها وتحبيذ الجرائم والعيب في الذات الخديوية''· وحكم على الشيخ عبد العزيز جاويش (1876-1929) بالحبس ثلاثة أشهر لكتابته مقدمة للديوان ثم صدر حكم بحبس الزعيم محمد فريد (1868-1919) ستة أشهر لكتابته مقدمة أخرى للديوان ''وقد اتهما كلاهما بتحسين الجريمة التي ارتكبها الغاياتي ونفذا الحكم·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©