باعتماد القانون الاتحادي رقم 12 بثوبه الجديد والذي صدق عليه مجلس إدراة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بكل تعديلاته وتفاصيلة تكون رياضة الإمارات قد وضعت رجلاً على مرحلة جديدة وودعت حقبة من الزمن لازمت الرياضة وحكمتها بقوانينها ونظمها لوائحها، وسنكون منصفين لها بأن الرياضة الإماراتية حققت معها الكثير من الإنجازات والبطولات باجتهادات اللاعبين وهو ما يحسب للأبطال ممن زينت صدورهم بالميداليات وانتشوا فرحة الإنجازات والبطولات، ولكن ثمة أمرا في غاية الأهمية ستتخلص منه الرياضة في الفترة المقبلة بعد اعتماد القانون من رئيس الدولة ''حفظه الله'' ليبدأ تنفيذ القرار الذي من شأنه أن يغير خريطة الرياضة الإماراتية ويواكب القفزة النوعية، والتطلعات الكبيرة المأمولة من الرياضة في المرحلة المقبلة التي ستعتمد على الإحتراف كمنطلق أساسي لمواكبة العالم، واللحاق بالركب العالمي كما هو حال دولتنا في شتى المجالات· إن من القفزات المهمة التي ستشهدها الرياضة في الدولة في المرحلة المقبلة مع القانون الجديد المرتقب أنها توضح وبشكل قاطع أهدافنا من الرياضة ومن ممارستها، فبعد أن ظلت ولسنوات طويلة تمارس لسد فراغ الشباب وشغل أوقاتهم الغيت هذه الجملة، واستبدلت بما بما يواكب التطلعات الجديدة والمعطيات الحديثة التي طرأت على الرياضة ووسطنا الرياضي، ومنه الإحتراف الذي نوقش في اجتماع الهيئة وقد يكون المرة الأولى التي يناقش فيها المجلس قضية الإحتراف بعد أن كان ينظر الى الرياضة الإماراتية من زاوية الهواية التي رسمتها الدولة في دستورها وقوانينها، ولكن اليوم الوضع اختلف ومصطلح الهواية الذي ظل يلازمنا استبدل بالإحتراف· مع تطبيق القانون الجديد لتنظيم ممارسة العمل الرياضي ستختلف أمور كثيرة ومنها طبيعة الأندية التي ظلت لأكثر من ثلاثة عقود تحت مظلة الحكومة بل مؤسسة شبه حكومية تعتمد في تنظيمها وقوانينا ودعمها على الحكومة، ولكن مع القانون الجديد سيختلف الوضع وسيكون الباب مفتوحاً أمام أنديتنا للخصخصة التي لا مفر منها ما دمنا رضينا بالإحتراف وطبقناه في وسطنا الرياضي· إن مثل التحركات والخطوات التي خطتها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة من شأنها أن تخطو بالرياضة خطوات كبيرة، فهي القائد الذي يرسم الملامح ويحدد الإطر بالشرعية التي يتسلح بها المجلس، فتحرك الهيئة من شأنه أن يغنينا عن اجتهاد البقية وإن يحسب لبعض الأطراف والمؤسسات والجهات والشخصيات أنها حركت المياه الراكدة وقادت ثورة التمرد على الهواية لنقل رياضة الإمارات الى عالم الإحتراف المقبلين عليه· مجرد رأي لفترة طويلة ظلت ساحتنا الرياضية تعيش حالة من الضبابية حول هدفها الاستراتيجي، وبرزت آثار تلك الضبابية في الفترة الأخيرة عندما اختلط ''حابل'' الهواية بـ ''نابل'' الاحتراف، وبين نظرتنا لها لسد وقت الفراغ الى مكابدتنا بتحقيق النتائج والمنافسة التي لا تتحقق إلا بالاحتراف والفصل التام الذي بدأت الهيئة تضع لبناته الأولى، وبالتوفيق لكل الجهود المثرة التي من شأنها دفع وتطوير رياضة الإمارات·