قطعت الإمارات شوطاً كبيراً في معالجتها الحضارية والإنسانية لطي صفحة ''عديمي الجنسية''، أو من تعارفنا على تسميتهم ''البدون''، وبمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تم حصر كافة المستحقين لجنسية الدولة من الدفعتين الأولى، والثانية ''النهائية'' من عديمي الجنسية الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية· وتم بالفعل الانتهاء من إصدار 1294 جواز سفر جديداً لنحو 296 أسرة من أفراد هذه الفئة، بحسب ما أكد مدير إدارة الأمن الوقائي رئيس اللجنة المشتركة لدراسة ملفات عديمي الجنسية العميد عبدالعزيز مكتوم الشريفي· وهنا نحيي الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الداخلية ووزارة شؤون الرئاسة، وهما تعملان على قدم وساق لاستكمال إجراءات حصر وتجنيس الدفعة النهائية من هذه الفئة قبل نهاية العام الجاري، ليُطوى وإلى الأبد ملف ''عديمي الجنسية''· التعامل الحضاري والإنساني لقيادتنا الرشيدة مع هذا الملف كان محل ارتياح وتقدير الجميع، وهو يخلص هذه الفئة من آثار معاناة لا يعلمها إلا من كابدها· وقد جاءت المعالجة حاسمة فعالة وسريعة، وتميز أداء اللجنة المشتركة بالدقة والموضوعية، واكبه جهد كبير ومميز للأجهزة الأمنية المختصة للتأكد من صحة بيانات المتقدمين، وأتاح هذا الجهد المتميز لتلك الأجهزة كشف حالات من التلاعب والتزوير أو الادعاء والاحتيال· كما كانت السلطات حضارية في التعامل مع من لا تنطبق عليهم المعايير والشروط التي حددتها، وهي تدعوهم إلى تصويب أوضاعهم القانونية أو مغادرة البلاد إلى المناطق التي ينحدرون منها، وإلا واجهوا تبعات مخالفة قانون دخول وإقامة الأجانب· إن سرعة طي هذا الملف ستتيح للأجهزة المختصة التفرغ باتجاه ملفات أخرى لا زالت بانتظار الحسم، وفي مقدمتهم من أسموا أنفسهم حملة المراسيم، وأبناء المواطنات، وفئة ''قيد الإنجاز''، وهي فئات تتطلع لنيل شرف الانتماء لهذا الوطن، للمشاركة في مسيرته الخيرة·