في الفترة التي سبقت انطلاقة كأس آسيا، كانت روح التفاؤل سائدة بالقرعة التي أوقعتنا في مواجهة منتخب فيتنام في بداية مشوار البطولة، وهي المباراة التي كان يفترض بها أن تمثل مفتاحا للتأهل إلى الدور الثاني · كيف '' لا '' وكل المقاييس كانت تصب في مصلحة منتخبنا صاحب التجربة والإمكانيات والذاهب إلى هانوي وهو مدفوع بقوة الفوز بأول بطولة لدورات الخليج ويجد نفسه في مواجهة منتخب مغمور· وجاءت البطولة والمباراة الأولى، والقصة كلكم تعرفونها، المواجهة تحولت إلى كابوس والمباراة التي يفترض أنها الأسهل بين منتخبات المجموعة تحولت إلى مستنقع غرقت وسطه مياه فرصنا في التأهل· بعد المباراة كثرت الأقاويل والروايات عن الخسارة لكن كان هناك شبه إجماع بأن منتخبنا لو واجه منتخب فيتنام عشر مرات فإنه لن يخسر مرة أخرى، ما حصل في الملعب من ضياع للفرص وتحامل من الحكم لا يمكن أن يتكرر· ودارت الأيام وجاءت فيتنام مرة أخرى في الطريق، لكن هذه المرة وسط حسابات ومعطيات مختلفة قوامها الخوف من المواجهة ومن ضرورة الحذر من المباراة من منطلق أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ! هذه المرة نذهب إلى هانوي بعد أن تذوقنا مرارة الخسارة في فيتنام، نذهب ونحن نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تكرار نفس السيناريو، نذهب ونحن نعرف ماذا يمكن أن يواجهنا في فيتنام· وبين المعرفة وعدم المعرفة هناك فرق شاسع· هذه المرة ومنتخبنا يواجه فيتنام مساء اليوم اعتقد أننا أصبحنا متسلحين نفسيا لهذه المواجهة ومتحصنين لها، بعد أن تعلمنا درسا، اترك ''غرور'' الحديث عن الفوارق وتذكر أن المباريات تحسم في ارض الملعب· على هذا الأساس لا اخفي تفاؤلي بالمباراة، ليس بمنطق أننا الأفضل والأكثر استعدادا والأكبر تجربة من مضيفنا، وليس لأن فيتنام تدخل مباراة اليوم دون أية تجربة إعدادية كما تفيد الأخبار وكل اعتمادها ينصب على جاهزية لاعبيها من المنتخب الأولمبي· وليس على تصريحات مدربها الذي يقول إن فوزه على الإمارات في كأس آسيا قد جاء من ضربة حظ ، والحظ إذا جاء ليس بالضرورة أن يعود مرة أخرى· تفاؤلي ينبع من أننا أصبحنا نملك درسا خاصا من فيتنــــام ، '' درساً مراً '' لا يريد لاعبو المنتخب تذوقه مرة أخرى·