مباراة منتخبنا الوطني أمام فيتنام الليلة في التصفيات التمهيدية جداً من أجل اللحاق بركب المتنافسين للوصول لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا·· هذه المباراة من النوع الصعب جداً·· بل من النوع القاسي الذي لا يرحم! وهذه القسوة التي لا ترحم نحن الذين وضعنا أنفسنا فيها على نفس الملعب في هانوي وأمام جماهير مجنونة خسرنا بهدفين·· وما زلنا حتى الآن نتحدث عن مبررات الخسارة السابقة·· وما زال ميتسو يتحدث عن أخطاء التحكيم·· وكأن الشخص الوحيد الذي أخطأ هو الحكم ونسي أنه هو شخصياً كان أكبر الخاطئين بتقديره غير الصحيح في هذه المباراة!! ناس بتفكر بهذا الشكل لا تملك إزاءهم الا ان تقول لا حول ولا قوة إلا بالله·· اللهم سترك يارب· الموقف الذي نحن فيه لا نحسد عليه· فالمطلوب منا ألا نلدغ من نفس الحجر مرتين·· وهي عملية غير مضمونة وغير مأمونة·· لأنها كرة القدم الذي تعطيك ظهرها أحياناً ومن دون مبرر·· وأحياناً تعطيك أكثر من تستحق ومن دون مبرر أيضاً! المشكلة أننا لا نتحمل أي مفاجآت غير سارة وأعود وأكرر أننا نحن الذين وضعنا أنفسنا في هذا الموقف المحرج وليس الحكم كما يردد ميتسو وغيره حتى اليوم! علينا إذاً أن نتحمل هذا الموقف الصعب بشجاعة·· لأنه وصدقوني اليوم ليس يوم أحد آخر غير اللاعبين·· فالشجاعة في مواجهة هذا الموقف الصعب أهم من التشكيل وأهم من الخطط وأهم من التغييرات وأهم من كل شيء· نوعية هذه المباريات التي تكون فيها أولاً تكون في حاجة الى تعامل من نوع خاص مع اللاعب في المقام الأول والأخير· قد يقول قائل هي مباراة ذهاب أي انها مجرد شوط أول ولا يزال أمامنا شوط ثانٍ في الإمارات يوم 28 من الشهر الجاري·· وأقول هذا صحيح·· لكن في كثير من الأحيان تنتهي المباراة في شوطها الأول ومرة أخرى ربك يستر! أهم نجاح من الممكن ان يحققه اي فريق خارج أرضه في مباريات الذهاب أن يسجل· فالتسجيل حتى وإن لم يصاحبه الفوز يكون بمثابة شوكة في ظهر الفريق الآخر· لا أريد أن استرسل في الكتابة عن مباراة اليوم لأنها تذكرنا بالآلام وتسد أنفسنا· وباختصار إذا كنا أهلاً للدخول في التصفيات المؤهلة لكأس العالم· واذا كنا أهلاً للوجود بين كبار القارة·· علينا أن نثبت اليوم قبل أن يأتي يوم 28 ونكون في حاجة لمعجزة! إن فات الفوت - كما يقول المواطنين - لا ينفع الصوت! مرة أخرى لن يشفع لنا اليوم سوى مواجهة الموقف الصعب بالثبات والشجاعة وتأدية الواجب كل الواجب كما يفعل الرجال· ليلة القدر المباركة الليلة ولا يسعنا إلا رفع الأكف بالدعاء سائلين المولى هذا حالنا لا يخفى عليك وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك فعاملنا بالإحسان إذ الفضل منك وإليك·· اللهم آمين·