تلقيت العديد من الاتصالات والتعليقات تعقيبا على ما كتبت عن'' توبة أم خماس·· وسقطة شعبية الكرتون''، وفيما انقسمت التعليقات حول الحلقة المعنية في العمل الاول، اتفقت الردود على رفض الإساءة للإنسان مهما كان، فكيف إذا كان من بلدان عربية شقيقة تربطنا بهم وشائج وأواصر قوية· وغير بعيد عن حلقة ''شعبية الكرتون'' إياها، كانت هناك تعليقات وانتقادات حادة لحلقات برنامج الكاميرا الخفية التي تقدم تحت اسم''حقك علينا''، وقد شاهدت بعض حلقاته فإذا به الاسفاف عينه، والسخف ذاته بصورة دفعت بمقدم العمل وبطلي حلقاته الفنان بلال عبدالله ومحسن صالح للتصريح للصحف بأنهما لم يقصدا الإساءة للأشقاء السودانيين، وإنما ''وجد الاخير دمه خفيفا، وهو يقلدهم، ولأنه يجيد لهجتهم الى حد ما''، تبرير غير مقنع، لحلقات عمل هزيل مكرر لدرجة الملل· الكوميديا فن راق، ورسم الابتسامة على وجوه الجمهور المتباين المستويات والانتماءات والثقافات، سواء أكان في مسرح او من خلال الشاشات، أداء عظيم لا ينجح فيه إلا فنانون عظام وكبار، والنماذج البارزة امامنا واضحة، اما الفقاعات فسرعان ما تذهب وتختفي، ولا يعود يسمع بها أحد، والشواهد أمامنا ايضا جلية· في منطقتنا الخليجية لدينا عمالقة في مقدمتهم الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا ورفاقه سعد الفرج وعلي المفيدي والمرحوم خالد النفيسي، قدموا أعمالا ما زالت محفورة في ذاكرة الاجيال، لم تحمل في أي وقت أية إساءة، ونجحت في إضحاكنا مجرد ما نستذكر مشهدا من مشاهدها· وعندما ظهرت كوميديا من نوع آخر على يد المؤدي داوود حسين وتابعه طارق العلي، شاهدنا أعمالا كان القاسم المشترك فيها لانتزاع ضحكات الجمهور الإساءة للآخرين، وقد سقطت هذه الاعمال من الذاكرة لأنها كغثاء السيل· ومن هنا ندعو كتابنا وفنانينا للحرص على تقديم المميز من الاعمال، والابتعاد عن الإسفاف، والاستفادة من تجارب الذين سبقوهم في المدارس الفنية المختلفة· فالفن رسالة سامية، يعبر الحواجز ولا يعترف بالجدران العازلة، وهدفه دائما التقريب بين الناس، وبناء جسور راسخة من المحبة والتفاهم ·