لم يكن مستغرباً أن يتحرك الأخ حمد بن بروك رئيس لجنة دوري المحترفين سريعاً، ويبادر باحتواء الأزمة التي نشأت مع الإعلاميين خلال الاجتماع الأخير للجنة· واعتذار بن بروك لكل الإعلاميين يُحسب له، ولا يُحسب عليه، لأن الاعتذار جاء عن قناعة كاملة بأن الإعلام الرياضي شريك أساسي مع اللجنة وأن أي طرف لا يمكن أن يستغني عن الآخر، فالكل في قارب واحد· وحقيقة الأمر فإن ما حدث فيه من الايجابيات أكثر مما فيه من سلبيات ومن بينها: أولاً: تأكيد لجنة دوري المحترفين على لسان رئيسها بن بروك، التقدير الكامل لدور الإعلام الرياضي، وأن أحداً ليس بإمكانه أن ينتقص من هذا الدور· ثانياً: أن أي نجاح تحققه اللجنة في مسعاها لتنظيم أول دوري للمحترفين بالإمارات لا يمكن أن يتم بمعزل عن الإعلام، فهو حلقة الوصل بين اللجنة وبين الساحة الرياضية، فالإعلام يتحمل دائماً مسؤولية تنوير الوسط الرياضي وإطلاعه أولاً بأول على كل مستجدات هذا الملف الذي سيحول كرة الإمارات من الهواية إلى الاحتراف· ثالثاً: أن ما حدث أثبت ''وحدة الموقف'' بين الصحفيين، وأن أي إساءة يتعرض لها أي صحفي أو مصور، تعد إساءة لكل العاملين ببلاط صاحبة الجلالة· رابعاً: أن التعامل المتزن والموضوعي لابن بروك مع هذه القضية حال دون تصعيدها، بما لا يخدم مصلحة أي من أطرافها· خامساً: لنعتبرها صفحة·· وانطوت وعلى الجميع أن يتعامل مع صحافتنا الرياضية بما تستحقه من احترام وتقدير، مما وضعها في مكانة متميزة بين نظيراتها في عالمنا العربي· لحسن الحظ فإن ساحتنا الرياضية تضم العديد من الشخصيات الذين يدركون جيداً قيمة العمل الإعلامي، وحجم الجهد الذي يُبذل على مدار الساعة من أجل أن تكون صحافتنا الرياضية على مستوى الحدث دائماً وأن تكون شريكاً حقيقياً في النهضة الرياضية التي تنشدها دولة الإمارات· قبل 23 عاماً خرج منتخب الإمارات من الدور الأول لنهائيات كأس أمم آسيا الثامنة بسنغافورة، فسأل الصحفي أحد لاعبي المنتخب عن أسباب الخروج المبكر فرد اللاعب بقوله: إن أربعة عناصر تتحمل مسؤولية الخسارة، هم اتحاد الكرة واللاعبون والجهاز الفني والإعلاميون، فلما سأله الصحفي·· ولماذا الإعلاميون فرد اللاعب لقد تعودنا مع كل إخفاق أن نضع الإعلاميين ضمن قائمة المتهمين بالفشل! ولعل ذلك الرد فيه ما يكفي من تأكيد على حجم الظلم الذي يمكن أن يتعرض له الإعلام، دون أن تكون له أدنى علاقة بالقضية!!