الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكم المريض: القضاء عند الاستطاعة أو فدية طعام مسكين يومياً إذا تعذر الشفاء

حكم المريض: القضاء عند الاستطاعة أو فدية طعام مسكين يومياً إذا تعذر الشفاء
21 سبتمبر 2007 22:01
أنا امرأة أصبت بمرض ولم أستطع صيام شهر رمضان، وعندما أحسست أنني شفيت صمت منه عشرة أيام فقط، ولم أستطع مواصلة صيام باقي الشهر لِما أُحس به من الألم·· ماذا أفعل في الأيام الباقية؟ يقول الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: إذا كنتِ لا تستطيعين الصيام للمرض الذي ذكرت، فأنت بذلك معذورة كما قال الله تعالى: (ولا على المريض حرج) وأباح لك الشارع أن تفطري بعذر المرض، كما أباحه لعذر السفر قال الله تعالى في آيات الصيام: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)، وكرر بيان هذا الحكم مرتين في آيتين متتاليتين زيادة في بيانه وإيضاحه، حتى لا يتحرج المسلم من الفطر عند وجود المقتضي من مرض أو سفر، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، فإنه سبحانه لما علم صدق عباده في المسارعة إلى مرضاته، وأن صدقهم معه سبحانه، قد يحملهم على إرهاق أنفسهم بالصيام مع كبير مشقته عندئذ رخص لهم بالفطر وزاده تأكيداً مرة بعد أخرى، وبيَن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه· ومن حديث ابن عمر عند أحمد أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: كما يكره أن تؤتى معصيته ، وحيث إنك قد أفطرت فعليك القضاء عند الاستطاعة، لقوله سبحانه: (فعدة من أيام أخر)، فإن لم تستطيعي، بأن استمر عذر المرض معك، وعلمت أنه لا يرجى منه الشفاء، فعليك إطعام مسكين عن كل يوم، كما قال سبحانه: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)، والمعنى: لا يطيقونه، ففي الآية مجاز بالحذف يسمى دلالة اقتضاء، فهذه رخصة أخرى من الله تعالى لمن عجز عن الصيام لكبر سن، أو مرض مزمن· وهو أن ينتقل من الصيام إلى الإطعام، وهذا من تيسير الله تعالى لهذا الشرع، ورحمته بعباده، حتى لا يحرجهم كما كان حال من سبق من الأمم في شرائعهم، وهو جار على سنته سبحانه في التيسير والتخفيف· الاعتدال في الطعام·· صفاء لروح الصائم أنا مسلمة جديدة وسمعت أن ديننا الحنيف يدعونا إلى عدم التبذير والإسراف ويدعونا إلى الاعتدال في كل الأمور، خاصة ما يتعلق بالطعام والمسلم لا يأكل حتى يجوع وإن أكل لا يشبع، فما الفائدة التي تعود على الصائم صحياً ونفسياً وسلوكياً؟· يشير الدكتور أحمد الحداد إلى ان من فوائد الصيام العظمى كسر شهوتي البطن والفرج، ليخرج بذلك عن العالم البهيمي الحيواني ويترقي إلى العالم الملائكي، الذين نزهوا عن هذه الغرائز، فكانوا كما أخبر الله تعالى: (لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) فترقية لهذا الإنسان وتزكية له، حمله الله تعالى على أن يترقى بجهده إلى مصاف الملائكة بترك شهوتي بطنه وفرجه، فتصفو بذلك روحه، ويتلذذ بمناجاة ربه، ويذوق طعم الإيمان، وحلاوة الإسلام، وذلك لأن الجسم إذا أشبع من هذه الغرائز، قل أن ينشط لصفاء الروح، ويتأهل لتلقي المعارف والأنوار· ومن أجل ذلك أمر الله تعالى به موسى (عليه السلام) يوم أن اصطفاه الله تعالى لمكالمته ليكون جسمه البشري متهيىء لتلقي الأنوار الإلهية، حيث واعده بعد ثلاثين ليلة يصومها ثم يأتيه إلى الطور قبل أن يتناول شيئاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©