قبل فترة قامت إدارة المرور في ابوظبي بحملة استهدفت السيارات التي حول أصحابها جوانبها والزجاج الخلفي لها الى لوحات متحركة تحمل عبارات ما أنزل الله بها من سلطان ، والكثير منها يخدش الحياء، ويستفز المشاعر· كما قامت إدارات المرور بمدن اخرى في الدولة بحملات مماثلة· وهي حملات سرعان ما تخبو لعدم وجود ما ينظم مسألة ينظر إليها البعض على أنها حرية شخصية، وهي ليست كذلك من وجهات نظر آخرين ، لأن الحرية لا تبرر اعتداء الانسان على مشاعر غيره ، كما نشاهده على تلك النوعية من السيارات، واصحابها الذين يشعرونك بأننا في كرنفال لا ضابط او حدود له· ذات يوم كنت عند إشارة مرورية، السيارة التي أمامي وعلى كامل الزجاج الخلفي كتبت عليه أبيات من الشعر بلا معنى على الإطلاق، وأثارت استغراب كل من قرأ تلك العبارات التي هي من نوع قلب الحروف، ربما لتظهر معاني أخرى غير المقصود منها· وبعيدا عن معانيها إن كان لها معنى، فإنها مخالفة صريحة لأبسط قواعد السلامة المرورية، لأنها وببساطة تحجب الرؤية او تشوشها على قائد السيارة، ومع ذلك فهي تجوب الطرق، ولا تستوقفها دوريات المرور، فالحملة انتهت، وحتى حلول حملة أخرى من حق صاحبنا وأمثاله أن يختال بسيارته وشعره الغريب، طالما أن الأمر لا يتطلب اكثر من التوجه الى اقرب محل متخصص في مثل هذا النوع من الاعمال التي راجت، وتجاوزت كل حدود بعد أن اصبحت الشعارات والكلمات والرموز تلامس ما يتعلق بإثارة المعتقدات والاعراق· وعند أي اشارة مرورية ستجد''كوكتيل'' الكلمات والصور والاشعار تكشف مدى قوة حضور الظاهرة وحجم هوس أصحابها· البعض لا يرى أية مخالفة أو خطرا من الامر، ويساوي بينه وبين سيارات الترويج للسلع والبضائع وهو اعتقاد في غير محله، والفارق بين الأمرين كبير· لذلك فإن تدخل إدارة المرور بوزارة الداخلية مطلوب بعد أن فاق التجاوز كل حد معقول أو مقبول·