لا يمر يوم من دون اتصال أو رسالة عبر بريدي الإلكتروني، يشكو أصحابها من تصرفات غالبية البنوك عندنا مع عملائها، وهي تنظر إليهم كقطعة قماش يجب عصرها· أحد المتصلين قال إن لديه حسابا مع أحد المصارف في بلد أوروبي منذ أن كان مبتعثا للدراسة هناك، وأبقى عليه خاصة بعد أن منحه المصرف بطاقتي ائتمان، يتلقى منه شهريا كشوفات لا فيها خصومات جائرة كما يحصل من قبل مصارفنا المحلية، بل إن حسابه تضاف إليه شهريا ''بنسات'' قليلة، وفي المقابل تجد عندنا المصرف ما إن يقل رصيد العميل عن مبلغ معين إلا ويفرض عليه استقطاعا غير مبرر بحجة كلفة الابقاء على الحساب!!· ونعرف جميعا ان غالبيتهم موظفون، ظروف تحويل الراتب فرضت عليهم العلاقة بالمصرف· هذا عن حالة الحساب، أما عن حالة صاحب الحساب اذا كانت عليه سلفية، وطلب رسالة مديونية لتقديمها الى جهة تستعلم عن احواله، او تريد تسديد مديونيته لوجه الله في شهر الخير والبر والاحسان الذي نعيش ايامه، فهنا تفغر هذه البنوك أفواهها، لممارسة أبشع أنواع الاستغلال، ورقة لا تكلف موظف البنك، سوى ضغطة زر، لتخرج من الجهة الأخرى مطبوعة في غضون ثوان، تجدهم يحملون قيمتها على حساب العميل المغلوب على أمره، وتتفاوت القيمة من بنك الى آخر، أقلهم مئتان وخمسون درهما، وتصل في بنوك اخرى الى ضعف هذا المبلغ· ويخيل للمرء ان بعض مصارفنا لن تتوانى عما قريب عن فرض رسم على الداخلين اليها، ورد موظفيها على السلام سيكون بمقابل ايضا، تحت بند ''الاستقطاع من وقت موظف اثناء ساعات الدوام الرسمي''· بعض البنوك تضع لوحة على استحياء عند مداخل فروعها عن اسعار الخدمات فيها، ولكنها لوحات قديمة هي البيانات التي تحتويها، لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالشهية المفتوحة لقضم حسابات العملاء التي تمارسها· ولكن ما يثير التساؤل الحقيقي، حالة الصمت التي تتلبس مصرفنا المركزي من كل ما يجري في هذا القطاع·