شاءت ظروف جدولة المسابقات أن ''ندشن'' موسمنا الكروي بانطلاقة مسابقة الكأس مساء اليوم ، ورغم المحاذير على بداية الموسم بمسابقة تقام بنظام خروج المغلوب، إلا انه ليس أمامنا غير التسليم بالأمر الواقع· والواقع يفرض علينا أن موسمنا الكروي سينطلق بنظام التقسيط المريح وكأنه سلفية من بنك، اليوم كأس والأسبوع القادم دوري وبعده فترة توقف طويلة قبل أن نعود مرة أخرى ونتوقف ونعود ونتوقف في حلقة مترابطة الأطراف· لا نريد أن نتحدث مرة أخرى عن جدولة الموسم لأن الموضة السائدة هذه الأيام اتهام كل من يتحدث عن برنامج المسابقات بأنه إما يريد ''المزايدة'' على المنتخب وحصوله على أفضل إعداد أو انه ''مفلس فكري'' يعترض وينتقد دون أن يقدم الحلول مع أن الحلول كثيرة لكل من يريد أن يشغل باله بحق في البحث عن الأفضل· في هذا الصدد نعلم انه لا يمكن الآن تغيير برنامج انطلاقة الكأس، لكن نقول دعونا نتعلم من هذه التجربة ونستفيد منها في أن لا تتكرر مرة أخرى في المستقبل، في أن بداية الموسم بمسابقة الكأس والتي تقوم على خروج المغلوب لها الكثير من السلبيات التي لا تتناسب مع البداية· اليوم سنشاهد خروج ستة فرق بعضها قد يكون من الفرق الكبيرة والتي ننتظر منها الكثير للمساهمة في رفع المستوى، ويوم بعد غد سيتكرر نفس المشهد وسنشاهد خروج ستة فرق أخرى· والمحصلة أن نصف فرق الدولة ستجد نفسها خارج إطار البطولة ونعلم أن هذا امر طبيعي في مباريات الكأس، لكن غير الطبيعي أن يكون ذلك في بداية الموسم، من غير المنطقي أن ينتهي الموسم بنصف الفرق في بطولة رئيسية من أول مباراة·· هذه نهاية وليست بداية· بعض الفرق الكبيرة قد تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه وهي تكتشف أن نصف فرصها في المنافسة على بطولة ضاعت من أول لحظة، كل ذلك وقد لعبت مباراة واحدة فقط· حصل الأمر مع الشارقة في السنة الماضية ومن غير المستبعد أن يحصل مع فريق كبير آخر هذه المرة· وابتعاد الفرق الكبيرة المبكر عن المنافسة في الكأس والدوري يؤدي إلى مسابقات ضعيفة، ومسابقاتنا ليست ناقصة ويكفيها كثرة التوقفات· نتمنى أن يراعى في برنامج الموسم القادم التدرج في الوصول إلى المباريات الحاسمة التي تحدد مصير الفرق وأن يتجنب البرنامج نظام الصدمة والترويع !