اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، الذي يعقد مساء اليوم، هو اجتماع غير عادي بالفعل لعدة اعتبارات: أولاً: هو الاجتماع الأخير الذي تعقده الجمعية العمومية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، كما هو معروف فسمو الشيخ عبدالله قرر التخلي عن رئاسة الجمعية من أجل إفساح الطريق أمام تطبيق اللوائح والشروط الدولية· ولاشك أن ابتعاد سمو الشيخ عبدالله خسارة، خاصة أن مسيرته ارتبطت بالمبادرات الكبيرة في كرة الإمارات، وآخرها الدفع بإقامة أول دوري محترفين في الدولة، وهي من الأحلام التي تأجلت لوقت طويل· كلنا لا يزال يذكر أن قرار عودة اللاعبين الأجانب في سنة 1988 كان يتكون من محورين: الأول السماح بعودة الأجانب، والثاني تطبيق الاحتراف في كرة الإمارات، وهو الحلم الذي نعيش هذه الأيام بوادر تحقيقه على أرض الواقع· ابتعاد سمو الشيخ عبدالله عن كرة الإمارات يستحق ''الحزن''، لكن علينا أن ندرك أن سمو الشيخ عبدالله لا يمكن أن ينقطع عن خدمة رياضة الإمارات وكرتها من أي موقع يوجد فيه، سواء كان في الجمعية العمومية أو لم يكن، وسواء كان في الخارجية أو في غيرها من المناصب، فهو واحد من أبناء الإمارات الحريصين على تفوّقها، ومن يحرص على تفوق بلده لا يبخل عليها بالعطاء من أي موقع· ثانياً: بعد اجتماع اليوم ستأخذ الجمعية العمومية الصبغة القانونية الدولية باعتبار أن تنظيمها الإداري سيتوافق مع متطلبات الفيفا التي تشترط أن يتولى رئيس الاتحاد رئاسة الجمعية، وهو الأمر الذي سيصبح قابلاً للتطبيق بداية من الاجتماعات القادمة، وهذه النقطة في حد ذاتها ستقلق باباً من الهمس الذي كان يدور في السابق حول مدى قانونية الجمعية· بعد اجتماع اليوم سيصبح يوسف السركال رئيساً للجمعية بشكل تلقائي باعتباره رئيساً لاتحاد الكرة، ولا شك أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام مرحلة جديدة من العمل الإداري بالجمعية يستند إلى قوة القانون وليس الأشخاص··! مكانة سمو الشيخ عبدالله في الفترة الماضية هي التي أوجدت مركز القوة في الجمعية والذي يستطيع توجيه الدفة ناحية صدور قرارات وتوصيات تصب في الصالح العام، وهذه القوة حالياً سوف تستمر، لكنها ستنبع من دائرة القانون ومن تطبيق الديمقراطية الرياضية· لا ننسى أن أحد أهم بنود اجتماع اليوم هو تحديد موعد لانتخاب مجلس اتحاد الكرة في يناير القادم، سيكون لدينا مجلس منتخب بحق وليس.