لاشك أننا نتفق قلبا وقالبا مع حديث يوسف السركال في جزئية رفضه التطاول على أعضاء اتحاد الكرة، ونقول: لا أحد أيضا يقبل مثل هذا التطاول ليس على أعضاء اتحاد الكرة فقط ولكن على جميع العاملين في الوسط الرياضي، من أصغر عامل إلى أكبرهم· العلاقة في الوسط الرياضي لابد أن تقوم على الاحترام، ومن لديه وجهة نظر في موضوع فإنه يستطيع عرضها مستخدما الحجج والمنطق حتى يستطيع الإقناع وليس التهكم والسخرية، وفي النهاية المتلقي لديه القدرة على التمييز بين الغث والسمين· اتحاد الكرة اخترع لائحة تسمح له بالقصاص مِن كل مَن يرى أن تصريحاته تحمل إساءات واضحة لأعضائه (عقوبة رأي) وكان آخرها عقوبة الدكتور احمد بن هزيم رئيس مجلس إدارة نادي الشباب· على الرغم من أن ابن هزيم يقدم وجهة نظر جديرة بالتوقف عندها وهي أن الاتحاد هو الخصم وهو الحكم في هذه القضية، وذلك لا يجوز· حسب وجهة نظر شخصية عقوبات الرأي تعتبر ''متخلفة'' وتجاوزتها الكثير من الأمم في مختلف مجالات الحياة، وأشك أنها موجودة في أي مكان آخر في العالم وعلى رأسها الاتحاد الدولي، والذي يتعرض رئيسه وأجهزته إلى نقد لاذع بين الفترة والأخرى تصل إلى حد الاتهام بالفساد، لكن لم نسمع يوما أن الفيفا أصدر عقوبة مالية في حق رأي قاسٍ تعرض له· نرفض الإساءة بكافة أشكالها ونرى أن مواجهتها بفرض عقوبات ليس هو الحل السليم، نتمنى من الاتحاد أن يترك الحُكم للمتلقي في هذه الحالات ويلغي هذه اللائحة، وفي المقابل نطالب مسؤولي الأندية بالموضوعية عند مناقشة القضايا العامة وأن لا تتحول هذه المناسبات إلى فرصة لتوجيه الاتهامات من منطلق حرية إبداء الرأي· وفي هذه الجزئية على وجه التحديد، أتوقف عند كثرة الاتهامات المبطنة التي طالت اتحاد الكرة مؤخرا بأنه أصبح رهن إشارة مدرب المنتخب ميتسو ويقوم بتنفيذ كل طلباته وآخرها تحديد شكل الموسم الجديد حسب رغباته· مثل هذه الاتهامات غير مقبولة ولا معقولة، كان من الممكن أن نصدق جانبا منها لو أن كثرة التوقفات في الدوري جديدة علينا وتحصل لأول مرة، لكن في الحقيقة هذا واقعنا منذ عدة مواسم من قبل أن يأتي ميتسو، ويبدو أنها سوف تستمر لأعوام قادمة بعد رحيل ميتسو· آخر همسة: هناك فارق بين الكلام الذي فيه معنى والكلام الفارغ·· والناس تفهم!