كما يقال الجلوس وتوجيه النقد ورصد السلبيات سهل لأي عمل، ليس هناك أسهل من توجيه الانتقاد ومحاولة رصد أي نقص، الأعمال بمختلف طبائعها لا تخلو من العيوب والنواقص وبقليل من البحث والدراسة يجد من يرغب أن هنالك الكثير من الأخطاء والثغرات التي تستحق أن ترصد وان تقام الدنيا عليها دون أن تقعد· وإذا اتفقنا على أن عرض النقد المجرد سهل فان الصعب هو تقديم الحلول البديلة، وفي هذا الإطار توقفت على مدى الأيام الثلاثة الماضية عند بعض السلبيات التي ترافق برنامج الموسم المحلي، ومن الواجب بعد هذه المحصلة أن نحاول تقديم الحلول، حتى لا تصبح الغاية من الموضوع هي تقديم النقد والسلام وهذا آخر ما نريده· تجاربنا السابقة والتي نعيشها منذ أكثر من موسم تفيد بأن التوفيق بين برامج المشاركات الخارجية وبين برنامج المسابقات المحلية أشبه بمحاولة جمع المسلمين على الاتفاق على رؤية هلال رمضان· تحكمنا عقلية إما برنامج قوي للمنتخب أو برنامج محلي قوي ولا يمكن بحال من الأحوال الجمع بينهما، بينما الواقع وتجارب الكثير من الدول الأخرى تقول غير ذلك وتقدم حلولا يمكن الاعتماد عليها· لن نخترع حلولا جديدة لم يسبقنا إليها أحد في التطبيق، ما نعاني منه مشكلة عامة عانت منه جميع الدول الأخرى لأن مشكلة الارتباطات الخارجية موجودة في كل مكان، كل الدول لديها برامج مسابقات محلية يحتاج إلى التنظيم من أجل النجاح وكل الدول في ذات الوقت تريد التفوق لمنتخباتها في المنافسات الخارجية· الحل يكمن في النظر إلى برنامج المسابقات المحلية باعتبارها تمثل جزءا من برنامج إعداد لاعبي المنتخب ولا تتعارض معه، لأن المباريات الرسمية التي يخوضها اللاعب في الدوري تعتبر أفضل ألف مرة وأفيد من مباراة ودية مع المنتخب· والشواهد من حولنا كثيرة، في ايطاليا دونا دوني مدرب المنتخب حاول إقناع الاتحاد الإيطالي تقديم انطلاقة الدوري وزيادة عدد جولاته قبل خوض تصفيات أمم أوروبا، لأنه يرى أن مباريات الدوري ستساعد على تحضير اللاعبين بشكل أفضل، لم يطالب بزيادة فترة تجمع اللاعبين ولا بعدد المباريات الودية، ماذا يفعل بهم دون وجود تحضير قوي· لو أخذنا نفس التوجه وطبقناه في الإمارات فأنا على ثقة بأن الدوري لو انطلق مبكرا لكان أفضل في إعداد لاعبي المنتخب لمباراة فيتنام، وآجلا أم عاجلا سنطبق مثل هذه الحلول لأنها لا يوجد غيرها·