عند الثامنة من صباح أمس كان الازدحام على أشدِّه في طريق المطار باتجاه الخروج من أبوظبي بعد جسر تقاطع الجوازات المحلية والإدارة العامة للشرطة، فقد تسبب حادث تصادم بين ثلاث أو أربع سيارات في اختناق مروري، وبذل رجال المرور الذين هرعوا الى المكان جهداً كبيراً لإعادة انسيابية الحركة للطريق الحيوي، بينما كانت آليات السحب تقوم برفع السيارات المتضررة من موقع الحادث الذي كان قد تكرر مثيل له في نفس التوقيت تقريباً على شارع الجوازات، وتسبب أيضاً في إرباك مماثل للحركة المرورية التي تتعرض للكثير من الاختناقات جراء هذه النوعية من الحوادث، ولكن ما نريد أن نتوقف أمامه في الحادث الأول دور ''الرادارات'' الثابتة في تلك الحوادث المرورية· فالغالبية العظمى من السائقين الذين يستخدمون شارع الشيخ راشد بن سعيد ''المطار القديم'' يعرفون بوجود رادار ثابت على بعد أمتار من الجسر الذي أشرت إليه، وما إن يقتربوا من ''الرادار'' حتى يهدئون من سرعتهم الكبيرة، وإذا كان السائق الذي خلفهم غير منتبه للأمر، يقع مالم يكن في الحسبان، إما اصطدام مباشر أو انحراف مفاجئ مع ما يستبع ذلك من تداعيات· ولا أعتقد أن هذه الحقيقة غائبة عن إخواننا في مرور أبوظبي، وعودة سريعة إلى ملفاتهم حول المناطق التي توجد فيها رادارات ثابتة داخل المدينة ستؤكد ما نذهب إليه· ويتطلب هذا الأمر وقفة متأنية حول الغاية من نشر ''الرادارت''، هل هي فقط لجمع الغرامات المالية أم تحقيق الانضباط والالتزام بالأنظمة والقوانين لأجل تحقيق السلامة المرورية للحفاظ على الأرواح والممتلكات؟· وفي أكثر من مناسبة حرصت شرطة أبوظبي على التأكيد على أنها تضع في اعتبارها الأول والأخير مسألة توفير السلامة للجميع، ولأجل ذلك تبذل جهوداً دؤوبة، وتقوم بمتابعة حثيثة غير خافية على أحد· ومن هنا فإن مراجعة نشر الرادارات الثابتة ينبغي أن تتم في إطار هذا الحرص والجهود المباركة والمقدرة لشرطة أبوظبي لتوفير السلامة للجميع·