ونحن على أبواب الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، تجيء مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بالإفراج عن 808 من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية في الدولة، حرصا من سموه على التخفيف عن هؤلاء السجناء ولتمكينهم من مشاركة ذويهم في هذه المناسبة والعودة إلى ممارسة حياتهم اليومية، وهم من مواطنين وجنسيات مختلفة قضوا فترات متفاوتة من عقوبة السجن· كما أمر سموه بصرف ثلاثة ملايين و429 ألف درهم لتسديد المديونيات والالتزامات المترتبة عليهم نتيجة الأحكام الصادرة بحقهم''· وهي مكرمة ليست بالجديدة من نبع الخير والمكارم في أرض الخير، خليفة الخير، سائلين العلي أن تكون في ميزان حسناته، وأبقاه لنا ذخرا· وستتولى الجهات المعنية تنفيذ المكرمة الخيرة والإنسانية التي رسمت الابتسامة، وأدخلت الفرحة إلى عشرات الأسر ممن قادت الظروف أحد أفرادها ليحل خلف القضبان، وتبدأ المأساة التي أسدلت اللفتة الإنسانية الستار عليها· والأمر الذي ندعو إليه جهات الاختصاص يتعلق بكيفية حماية هؤلاء من الوقوع ثانية أسرى تلك الظروف، وخاصة فيما يتعلق بالقروض الشخصية، وقضايا الشيكات دون رصيد· فقد تمادى الكثير من المصارف في الإغراء لدرجة الإغواء، لا سيما صغار السن الذين لا يتردد الكثير منهم في طلب قرض شخصي وبمبالغ كبيرة وضخمة من دون وعي و دراسة، والأهم من ذلك في غير حاجة حقيقية· وملفات الشرطة تترع بقضايا من هذا النوع لأناس استدانوا لأجل أمور كمالية وغير ملحة أو عاجلة· يوم أمس كنت أستمع من خلال برنامج ''استوديو واحد ''من إذاعة أبوظبي لجهد مشكور ومقدر للإخوان في الشرطة المجتمعية بشرطة أبوظبي، وهم يتناولون جوانب من معالجاتهم ومساعدتهم للكثير من الأسر على إنقاذ أبنائهم من براثن الإدمان على المسكرات والمخدرات، وحبذا لو امتدت هذه الرعاية للمساعدة على الحيلولة دون سقوط شباب غر في مصيدة القروض الشخصية، وقضايا تعثر سداد تمويل السيارات، ووباء البطاقات الائتمانية، لحماية استقرار الأسر من مغامرات بعض أفرادها أو عائلها·