خبر تجديد أرسنال لعقد مدربه الفرنسي أرسن فينجر لمدة 3 سنوات جديدة تضاف إلى فترة السنوات العشر التي قضاها في النادي، يدعو إلى الحسرة، ومرد الحسرة ليس على التجديد للمدرب القدير، ولكن على أحوال أنديتنا وطريقة تعاملها ''السطحي'' مع المدربين· تخيلوا فنجر يقضي كل هذه المدة مع أرسنال ويتم تجديد العقد معه على الرغم من أنه في بعض المواسم لم يحقق أي بطولة، وفي المقابل أنديتنا تقيل المدربين بالعشرات ووفق أرقام قياسية لا تجدها في أي بلد آخر·· هل يتذكر أحد منكم كم حالة تفنيش لمدرب حصلت في الموسم الماضي؟ شخصياً أعترف بأني لا أذكر الرقم بالضبط، لأنه من كثرة الحالات لم تعد الذاكرة قادرة على اختزالها، وأصبحنا بحاجة للرجوع إلى الأوراق والسجلات لكي نحصي العدد ونعرف على وجه الدقة كم مدرباً استبدلت أنديتنا· وهذه المسألة ليست سهلة في حد ذاتها، لأن الموضة السائدة تبديل النادي لأكثر من مدرب في الموسم الواحد، وفي الموسم الماضي استمر مدرب واحد هو زي ماريو، ولا أحد يختلف على أن السبب الذي شفع له بالبقاء هو فوزه بالدوري والكأس· لو كان فينجر في أي نادٍ في الإمارات أو أي نادٍ عربي لكان أقيل منذ سنوات، واتهم بأنه لا يعرف ولا يفهم، وبأنه المدرب غير المناسب للمرحلة، وأنه لم يحسن توظيف إمكانيات الفريق ولا يجيد قراءة الملعب ولا يحسن التدخل عند الضرورة، وتغييراته ليست ذات جدوى· إضافة إلى كل قائمة المبررات الطنانة التي تخرج من مخزونها كلما حصلت خسارة أونتائج متراجعة، لكن فينجر محظوظ بأنه يدرب في بلاد الضباب عند الإنجليز، وهم من أصحاب الدم البارد· لا ''يزعلون'' ويثورون بسرعة مثل أصحاب الدم الحامي، الذين لا يتورعون عن إقالة أي مدرب مهما كان اسمه وعمله من ثاني أو ثالث جولة إذا لم تأت النتائج على هواهم، وبغض النظر عن الظروف التي حكمت حصول النتائج· فينجر مرت عليه سنوات لم يحقق فيها أي بطولة، ومن الممكن أن تمر عليه السنوات القادمة دون أن يفوز ببطولة، لكن هذه النقطة لا تعتبر مشكلة لديهم، حالة صبر على العمل وعلى انتظار النتائج ولدتها مفاهيم راسخة بأن عالم الكرة والنجاح فيه قائم على تضافر مجموعة كبيرة من العوامل·· وفضيلة الصبر تبدو أنها معدومة في أنديتنا·