الرسالة واضحة، ليس فيها خدش أو غبش ولا تحتاج إلى تحليل أو تعليل أو تأويل أو تقويل· والأمر مزر ومخز يندى له جبين كل من له ضمير ويثير الفزع والجزع في النفس، فعندما نسمع عن حالة كالتي سترد في هذا المقال في بلد كإماراتنا الحبيبة، بلد الخير والعطاء والرخاء والسخاء، بلد تبوأت مراتب عليا في الرقي والتحضر على مستوى الأمم وأن من بين ظهرانينا من يئن ويعيش الحزن بمفرده والآخرون من بيدهم الحل والربط من المسؤولين الذين أنيط بهم حل عقد اللوغاريتمات هذه، ساهون لاهون متناسون غائبون عن الدور متغافلون عن الأمر الأمر من الصبر فقد اكتفوا بتبادل الرسائل فيما بينهم التي تبين حقيقة الأمر، وعظم المأساة، فهؤلاء توقفوا عند هذا الحد فتولوا وأدبروا وتاهت صاحبة القضية بين الانتظار والاصطبار والتمني بما ستأتي به الريح من أسعد الأخبار· نقول لمن يهمه الأمر إن الحاجة شيطان رجيم متسلط متأبط جرمه الأثيم، يكسر الرأس ويحني الظهر ويفسح طريقاً لليأس، وقيم الإمارات وشيمة أهلها وناسها نشأت وترعرعت على استنهاض الهمم، فعندما يشعر كائن يعيش على هذه الأرض بالعوز، تداعت له سائر الناس بالعون والصون ورفع الأذى والقذى لفتح الطريق أمامه ليعيش هانئاً قرير العين، كيف الحال ونحن أمام حالة ينز لها القلب ألماً وتفز لها النفس هما وغما والمسؤولون الذين أوكلت لهم مهمة رفع الضيم وكبح الغيم عن الناس·· لم يلتفتوا بعد·· وبعد هذه، نفتح مساحة واسعة لأسئلة·· لماذا وكيف ومتى وأين·· أسئلة تتفطر بالدمع·· فرسالة مدير مركز بلدية الشهامة إلى مدير إدارة مراكز مدينة أبوظبي وكذلك رسالة مدير المراكز إلى مدير إدارة الأراضي والأملاك، تشير إلى أن المنزل المسجل باسم السيدة خديجة مبارك الزعابي صار رميماً بعد عظام، حيث تسربت المياه في جميع أنحاء المبنى نتيجة تلف في شبكة المياه الداخلية وهذا يؤدي بدوره إلى تآكل في طبقات البلاستر والأصباغ والبلاط· وارتفاع منسوب المياه الجوفية مما أدى إلى طفح للمياه فوق سطح الأرض وفي ''حوش'' المنزل· من الرسائل المتبادلة بين المسؤولين نفهم أن على السيدة خديجة الساكنة في منطقة الباهية الجديدة في المسكن الشعبي رقم ''24-29/''27 والتي هجرت المنزل لتسكن مع أحد أقربائها هي وأبناؤها الخمسة أولاً لكي تصل إلى هذه الجزيرة الاصطناعية عليها أن توفر قارباً يقوم بنقلها من البيت إلى خارجه، وأن تستخدم بالونات النجاة للسباحة من خلالها وهي تنتقل من غرفة إلى أخرى، وإلا حصل ما لا تحمد عقباه· من الرسائل المتناقلة بين المسؤولين يتبين لنا أن امرأة ما مطلقة وتعيل أسرة تعيش في زماننا وفي عز نهضتنا وازدهار اقتصادنا تغرق في مياه الإهمال من المسؤولين وتغادر منزلها مرغمة مضطرة مضطربة إثر الأداءات الخربة، فهي لا تملك من زاد الدنيا غير الدعاء والنداء والصرخة بصوت مرتفع حتى يشق عنان السماء ولتقول للمسؤولين، إنني أعاني والمعاناة شقاء وما الإهمال إلا افتراء وادعاء·· والعيش في وطن الكرماء يحتاج إلى مسؤولين لا يجعلون من المسؤولية مجرد وعاء للزهو والبهرجة· تقول لهم السيدة، الحال ما عاد يطاق والعيش الكريم حق لا يحتاج إلى نفاق·· فانتبهوا فأنا منكم ومن دمكم ولحمكم·· استعنت بالصبر لمدة سنة ونصف السنة والصبر صار جمراً لا يطاق·