في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة داليان الصينية، تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أمس الأول ووضع النقاط على الحروف في تحديد ملامح ازدهار الشعوب، بالتأكيد على إيلاء برامج التنمية ومكافحة الفقر الأولوية المطلقة، والاهتمام باقتصاد المعرفة وإشاعة قيم التعايش والتسامح· وهي الوصفة الواضحة المعالم للتصدي لقوى التطرف ومروجي نظريات الإلغاء والإقصاء· واستعراض التجربة التنموية غير المسبوقة التي سجلتها دولة الإمارات العربية المتحدة أمام ملتقى دولي بهذا الحجم بمثابة وضع كتاب مفتوح الصفحات، نير الحجة والبيان للمجتمعات البشرية للاستفادة منها· وقد أشار سموه في كلمته الشاملة الى تجارب عالمية أخرى حققت اقتصاداتها نمواً مشهوداً، ولكن صورة العالم لا تزال مليئة ''بالزوايا المعتمة''، وهي للأسف من الكثرة بحيث أصبحت تهدد الآخرين· وتتحمل قيادات تلك المجتمعات ما آلت إليه أوضاعها، بعد أن وضعت أي توجه نحو تنمية حقيقية ومستدامة على الرف، وركزت جل اهتمامها على ترسيخ بقائها بأي ثمن، مما قاد الى الأوضاع الصعبة والحرجة التي تعيشها، وغدت بؤر تفريخ لكل ما هو استئصالي وإقصائي، تحت ذرائع ومسميات وحجج التهميش والاستبعاد· وولد ذلك ايضاً أوضاعاً تساوت فيها دعادى التطرف بين الجانبين، وفعلا وردا عليه· ومن دون اعتبار لأهمية إشاعة قيم التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات والحضارات· إن البشرية اليوم في أمس الحاجة للاستفادة من التجارب الناجحة للتنمية لمساعدة بعض المجتمعات -ولا سيما في بلداننا العربية والإسلامية -على الخروج مما وصلت إليه، من تدهور في جوانب عدة من أحوالها، وإصابتها بحالة من الجمود أفرزت ظواهر بعيدة عنا كل البعد· كما تلقي هذه الأوضاع بمسؤولية أخلاقية على الدول الكبرى والمجتمعات المتقدمة، وكما قال سموه في المنتدى: ''من العار على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي الاكتفاء بإدارة الأزمات والتفرج على نيرانها المتقدة بدلاً من السعي الجاد لتسويتها على قواعد الانصاف والعدل والمصالح المتبادلة''·