تحدثت في السابق عن أن أكبر عقبة قد تواجهنا في تطبيق قانون مكافحة المنشطات تتمثل في قلة الوعي بالمنشطات في أوساط الرياضيين، وأن أفضل سبيل للتغلب على هذه النقطة يتمثل في زيادة درجة الوعي·· وأشكال زيادة الوعي كثيرة، منها: الندوات والمحاضرات والنشرات ومختلف الوسائل الكفيلة بإيصال المعلومات الصحيحة إلى اللاعبين حول أنواع المنشطات والأضرار البالغة التي يمكن أن تنتج عنها· وفي هذا الصدد، تستضيف الدولة في الشهر القادم عبر اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات الاجتماع الثالث للمكتب الإقليمي للوكالة الدولية، والذي يعتبر فرصة لمتابعة آخر التعديلات على قوانين المكافحة وقائمة المحظورات· مسألة زيادة الوعي لا تحتمل التأجيل والتأخير، ليس لأننا بصدد تطبيق فحوص المنشطات على اللاعبين هذا الموسم، ولكن للضرر البالغ الذي تلحقه المنشطات بمتعاطيها والتي تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، وإلى الأمراض المزمنة التي تنتج عنه في بقية الحالات· الشواهد من حولنا كثيرة وتحتاج إلى سرعة التحرك، وخير مثال نسوقه كثرة الأخبار الحزينة التي نسمعها عن وفاة الرياضيين في الملاعب، وأصابع الاتهام في حالات الموت المفاجئ التي تشير إلى المنشطات· أخطر ما في المنشطات أنها مغرية، تناول منبهات الجهاز العصبي على سبيل المثال تزيل الشعور بالتعب وتمنح اللاعب قدرات نشاط أعلى في التدريب وفي المباريات، وزيادة النشاط والقدرات تعني التفوق· ووسط الضغوط التي يعيشها اللاعبون في هذا الوقت وحب الظهور والبروز قد ينجرف البعض منهم خلفها، خاصة أنها تساعد على بذل الجهد وعدم الحاجة إلى التخفيف للراحة أو التقاط الأنفاس· وعندما يتخطى الإنسان حدود قدراته الطبيعية فإنه في المقابل لابد أن يأتي وقت يدفع فيه ثمن استهلاكه لجسمه وطاقته أكثر مما يحتمل· هذا ما حصل للدراج البلجيكي تومي سمبسون في طواف فرنسا الدولي، حيث تعرض لما يعرف بالموت المفاجئ والذي نتج عن تناوله مادة ''الأميفتامين'' والتي تعمل على زيادة النشاط والقدرات لكنها في المقابل تتسبب في زيادة ضغط الدم الشرياني وعدم انتظام في ضربات القلب· أخيرا، أكرر ما ذهبت إليه سابقا في الشك بأن ظاهرة المنشطات منتشرة بين لاعبينا والدليل أن مستوى لاعبينا كل يوم بحال، اللاعب إذا تألق في مباراة اختفى في المباراة التي تليها، وهذا ليس منظر لاعب يتناول منشطات!؟ لكن قد تكون هناك حالات فردية تقود نفسها إلى الهلاك، تحتاج إلى من ينبهها ويقول لها إن لكل شيء حدوداً·