المبدأ الذي يعرفه الجميع هو أن ممارسة الرياضة تساعد في الحصول على صحة أفضل وتقلل من فرص الإصابة بالأمراض المختلفة ومنها الأزمات القلبية وارتفاع الدهون والكولسترول والسكر والكثير غيرها من الأمراض والتي ندعو الله أن يقينا وإياكم شرورها· هذه النظرية العامة والنصيحة الدائمة التي يوجهها الأطباء لمراجعيهم بأن المشي أو الجري لمدة نصف ساعة على الأقل في اليوم قد يكفيهم غدر الكثير من الأمراض والتي تنتج في العادة من قلة الحركة· وإذا كانت هذه النصيحة توجه للإنسان العادي والذي تأخذه مشاغل الحياة اليومية وهمومها بعيدا عن مزاولة النشاط البدني ولا يحصل جسمه على المقدار الكافي من الحركة التي تساعده على حرق السعرات المناسبة من غذائه وعلى حركة الدورة الدموية بشكل السليم· فان الإنسان الرياضي والذي يبذل مجهودا بدنيا كبيرا من خلال مواظبته على التدريبات من المفترض أن يكون محصنا ضد هذه النوعية من الأمراض، لكن الحوادث التي تحصل من حولنا تخبرنا غير ذلك· هناك قصص متداولة ومعروفة وآخرها قصة لاعب اشبيلية بويرتا ومن قبله لاعب الأهلي المصري محمد عبدالوهاب الذي وافته المنية في التدريبات والكاميروني مارك فويه في مباراة كولومبيا في بطولة القارات· وهناك قصص أخرى لم يسمع بها الكثيرون مثل وفاة المهاجم المجري ميكلوش والدراج الايطالي بانتاني، وأقل عملية بحث على ''الجوجل'' تظهر قائمة طويلة عريضة تصيبك بالدهشة من تكرار حالة الوفاة بين الرياضيين بسبب القصور في الدورة الدموية وحالات بلع اللسان· والرقم الذي ذكره الفيفا قبل أيام والبالغ ألف حالة وفاة سنويا بين الرياضيين يدعو إلى الخوف ، ودفع بالفيفا إلى بحث فرض فحوصات وقائية على قلوب جميع اللاعبين الذين يشاركون في البطولات الدولية· وفي الوقت نفسه اعترف التقرير بأن معظم الحالات لا يمكن اكتشافها وبالتالي علاجها قبل وقوع المصيبة، وبالطبع من يستطيع أن يقف في وجه القضاء والقدر! إذا أين يكمن الحل ؟·· في مبدأ بسيط وهو أن الوقاية خير من العلاج والفحوص الوقائية تقلل من خطر الاصابة بالأزمات القلبية المفاجئة· ومن حسن الطالع أن وسطنا الرياضي في اليومين الماضيين شهد تسارعا في درجة الاهتمام بفحص الرياضيين وإخضاعهم لفحوص المنشطات ووجود ملف طبي متكامل لكل لاعب· كلها إجراءات إيجابية ، لكن في النهاية اللاعب طبيب نفسه ، هو قبل غيره يعرف إن كان بخير أم لا ·