تصريحات المدرب بولوني الذي ينتقد فيها أداء فريقه على الرغم من أن الجزيرة حقق المراد بتأهله عن مجموعته وهو في المركز الأول، وهذه أفضل نتيجة يمكن أن يحصل عليها أي فريق، تستحق التوقف عندها· لقد جرت العادة أن ''تجب'' النتيجة الايجابية كل السلبيات التي ترافقها، المهم أن يتحقق الفوز والانتصار وليس مهما كيف تحقق هذا الفوز والانتصار، هل جاء عن جدارة واستحقاق أم انه تحقق بضربة حظ· الفريق الذي يفوز يلقى الإشادة والتهليل ومظاهر الفرحة الطاغية تلعب دور المخدر الذي يغمض العيون عن مشاهدة السلبيات والتي لا يود احد التوقف عندها ويكون لسان الحال: طالما جاء الفوز لماذا ''صدعة الرأس'' وقلب الفرح إلى مأتم بالحديث عن السلبيات· خاصة أن الكرة يحصل فيها كل شيء، قد تجد فريقاً يسيطر ويهدد ولا يتوقف عن محاولات التسجيل من دون أن يحالفه التوفيق في استغلال فرصة من الفرص التي تتاح له، وفي المقابل كرة واحدة للخصم وغالباً ما تأتي عن طريق الصدفة تقلب الموازين وتحقق له الفوز· وبمقياس النتائج وهو المعيار الأهم في المنافسة ينظر للفائز بصورة ايجابية على الرغم من أنه قد لا يستحق الفوز الذي حققه وعلى الرغم من أن مستواه العام ضعيف، وفي المقابل ينظر إلى الخاسر بصورة سلبية بغض النظر عن المستوى الجيد الذي يقدمه من دون أن تخدمه الظروف في التسجيل وفي الفوز· لا نقصد بما تقدم أن عامل الحظ خدم الجزيرة في التأهل، بل على العكس الجزيرة استحق التأهل عن جدارة بجهد ومثابرة لاعبيه، وتأهله ليس جديداً حيث سبق له أن حقق الأمر نفسه السنة الماضية· لكننا نتوقف عند حديث مدربه بولوني لأننا نستشعر رغبته في أن يتحسن أداء الفريق ويتطور أكثر، كان بإمكانه الإشادة بنجاح أول مهمة رسمية له مع الفريق، لكنه عوضاً عن ذلك قدم السلبيات في حديثه على الايجابيات· وهذه النغمة ليست متداولة في وسطنا الرياضي، تجد الفريق خاسراً بنتيجة ثقيلة وخرج من المنافسة من يومها الأول وقدم أداءً هزيلاً أقرب إلى الفضيحة يخرج إداريوه ويشيدون بكثرة الفوائد التي جناها الفريق، كما حصل في تصريح تابعناه قبل أيام !! الاعتراف بالأخطاء والسلبيات أول خطوة في طريق العلاج، والمكابرة وتحويل السلبيات إلى إيجابيات بالكلام وليس الأفعال يرتد على أصحابه·