احجز فيلتك الآن، وفز بطائرة خاصة، احجز فيلتك الآن وقد تكون من نصيبك مجانا، من دون دفعة أولى، فقط توقيعك، وقد يحالفك الحظ وتفوز بشقتين فاخرتين، ادفع ثمن شقة والأخرى مجانا· هذه نماذج لبعض الإعلانات الترويجية لمشاريع تطوير عقاري في هذه الإمارة أو تلك، وهي وإن كانت تشي بكثرة هذه المشروعات، إلا أنها في الوقت ذاته تعبر عن أنين وصعوبات في تسويق وبيع عدد منها، وذلك لأسباب لا تخفى على المتابعين، فكثرة الحملات و''السخاء الكبير'' الذي تحمل يكشف قوة المنافسة وتعدد العروض، وفي الوقت ذاته تعثر قطاع يعول عليه كثير من المستثمرين· بل إن بعض المروجين حرص خلال فترة تعديل اوضاع العمالة المخالفة على ان يبرز في اعلانه امكانية توفير اقامة فورية للمشتري وعائلته مقابل رسوم الحجز وقبل اكتمال المشروع· التعثر التسويقي الذي جلب معه الكرم الترويجي لعل في مقدمة أسبابه تركيز ''الفورة'' العقارية على تلبية احتياجات الاسكان الفاخر، وتفضيل المطورين للوحدات ذات الرفاهية العالية، ولم تضع في اعتبارها احتياجات شرائح اخرى في المجتمع ممن يتطلعون إلى سكن يقيمون فيه لا استثماره او الاتجار به· وفي أكثر من معرض عقاري أقيم داخل الدولة كانت مشروعات التطوير العقاري من دون استثناء تركز على تلك النوعية من الاسكان الفاخر والبيوت الذكية التي يحاول مروجوها اقناعك بأنها تضاهي منزل الملياردير الاميركي بيل جيتس، حيث الكلمة الاولى والاخيرة للكمبيوتر، والذي يتولى كل شيء في المنزل من تحديد درجة الحرارة المطلوبة داخله، مرورا بنوعية الوجبات التي ستعد في المطبخ، وانتهاء بالضيوف المسموح باستقبالهم والقاعات التي يمكن ان يتواجدوا فيها· وأكثر ما يثير القلق أن يتحول هذا الأنين الى شكل صارخ من اشكال التعثر، ويؤثر على بعض المطورين الذين تابعنا كيف استعان بعضهم بحرس شخصي لمنع دخول مساهمين في اجتماع لجمعية عمومية حتى لا يعزفوا ''نأي'' الأنين بطريقة أكثر صخبا تكشف المستور، وكان الله في العون!·