اعتادت الألعاب المختلفة في رياضة الإمارات على تقديم إنجازات كبيرة بالرغم من أن درجة الاهتمام بها لا تعادل جزءا يسيرا من درجة الاهتمام التي تحصل عليها الكرة والتي اعتادت على تخيب الآمال في معظم الأحيان· وبالأمس الأول سجلت لعبة الشطرنج بواسطة الموهبة القادمة سالم عبدالرحمن انجازا ليس بالهين بالحصول على ذهبية آسيا الفردية في فئة 14 سنة، وهي أول ذهبية تحصدها الإمارات على صعيد المنافسة القارية في آسيا· أجمل ما في انجاز سالم عبدالرحمن انه جاء بواسطة لاعب صغير مازال ينتظره مشوار طويل في اللعبة ويكشف عن موهبة حقيقية تملك القدرة على إضافة المزيد من الإنجازات في المستقبل· انه اسم يستحق أن نذكره جميعا لأنه لاعب غير عادي كما يكشف سجل نتائجه، أو بمعنى أكثر دقه سجل انجازاته، سالم عبدالرحمن رغم انه لاعب ناشئ لكنه ''ماشاء الله'' يملك سجلا من الإنجازات التي تثير الإعجاب· أول لاعب من الإمارات يحقق ميدالية ذهبية على صعيد البطولة الآسيوية، كما كان اللاعب العربي الوحيد الذي يحقق ذهبية في البطولة التي اختتمت في العين مع العلم أن البطولة ضربت الرقم القياسي في عدد الدول المشاركة وفي نوعية اللاعبين بعد أن اشترط الاتحاد الآسيوي أن تشارك كل دولة بأفضل لاعبيها في كل فئة· اللاعب الموهوب حصد 9 ميداليات ذهبية خلال 6 سنوات منذ أن بدأ في ممارسة رياضة الأذكياء عام ،2001 في عامه الأول حصد ذهبية العرب تحت 10 سنوات وحصل معها على لقب أستاذ الاتحاد الدولي عندما كان عمره 8 سنوات فقط ليصبح أصغر لاعب عربي يحصل على هذا اللقب· ثم توالت الميداليات الذهبية على خزينة لاعبنا ليحصد ذهبية العرب عدة سنوات تحت 10 سنوات ثم تحت 12 سنة و14 سنة و16 سنة وأخيرا قبل شهر ونصف حصد ذهبية العرب لفئة 18 سنة· المتابعون لمسيرة هذا اللاعب يعرفون سر تألقه الدائم والمتمثل في ''نهمه'' الذي لا ينتهي لممارسة الشطرنج، على خلاف معظم اللاعبين لا يكتفي سالم بفترات التدريب المعتادة ويمارس الشطرنج في كل فرصه تتاح له، في المطار والطائرات عند السفر وفي البيت وفي وقت الفراغ· بمعنى انه يمارس الشطرنج باحترافية كاملة، باعتبارها جزءا من نظام الحياة وليست مجرد وظيفة يأخذ عليها اجرا، مع العلم انه مازال صغيرا على حسبة الأجور ومع العلم أيضا أن الأجور في الشطرنج في العادة ''ما تأكل عيش'' مثل كرة الكرة !