قرار تطبيق فحص المنشطات على لاعبينا في المسابقات المحلية الذي اتخذ مؤخراً ليس معناه أن المنشطات موجودة في ملاعبنا وأصبحت بحاجة إلى مكافحة ومراقبة، بشكل عام ساحتنا الرياضية خالية من هذه الآفة المدمرة التي تلحق ضرراً شديداً بمتعاطيها· وإن حصلت بعض الحالات فإنها تكون حالات نادرة ومنعزلة ولا تشكل تياراً أو ظاهرة، لكن كما يقال ''الوقاية خير من العلاج''، وإجراء الفحوصات والرقابة أفضل من الاعتماد على النوايا الطيبة بأن الدنيا بخير· معظم الروايات عندنا عن وجود منشطات هي في معظمها مجرد تكهنات، أي لاعب يبرز من الممكن أن تطارده الشائعات دون أن يكون لها بالضرورة أي أساس، لكن ذلك لا يمنع من التحقق والذي يأتي عن طريق واحد هو إخضاع اللاعبين للفحوصات· إذا رجعنا إلى إجراءات كشف المنشطات في الدولة فإن اللجنة الاولمبية الوطنية والتي ذاقت ذات يوم مرارة نتيجة كشف المنشطات على أحد منتسبيها هي الجهة الرياضية الوحيدة في الدولة التي تقوم بجهود واضحة في إجراء كشوف على جميع اللاعبين الذين يشاركون تحت مظلتها في البطولات الخارجية· وفي أول تطبيق لهذه الاختبارات والتي أعقبت المشاركة في آسياد بانكوك 88 ساهمت هذه الفحوصات في الكشف عن بعض الحالات خاصة على صعيد بناء الأجسام، وساعدت هذه الفحوصات في تجنب فضائح كان من الممكن أن تحصل لو أن أحدا لم يقم بالفحوصات المبكرة·· والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم·· هل رياضتنا تعاني من داء المنشطات ؟ شخصيا لا أعتقد ذلك، ولدي سببان، الأول: جميع الألعاب التي تشارك تحت مظلة اللجنة الأولمبية وما أكثرها نجح لاعبوها في تجاوز الفحوص المطلوبة دون اكتشاف ولو حالة واحدة في معظم المشاركات الأخيرة وهذا يدل على سلامة الوضع العام· والسبب الثاني أن تناول المنشطات بغرض زيادة الجهد الرياضي عملية معقدة وليست سهلة وفي العادة تقف وراءها مختبرات وأجهزه طبية متقدمة، المسألة ليست مجرد تناول حبة أو جرعة ويتحول معها الرياضي إلى بطل بين عشية وضحاها· علم المنشطات وصل إلى تدخل في الجينات وتحوير الصفات الوراثية في الأيدي والأرجل والعضلات وهذا بالطبع أبعد ما يكون عن لاعبينا، من منهم يقف وراءه مختبر؟! وغداً نكمل·