لا حديث يعلو منذ فترة على الكرة الشاطئية، قبل أيام سعدنا بفوز المنتخب ببطولة آسيا وتأهله إلى نهائيات كأس العالم القادمة في ريو دي جانيرو في البرازيل، وبالأمس اكتمل المشهد بفوز الإمارات عبر دبي بحق تنظيم بطولة العالم في ·2009 وإذا كان هناك اتفاق على أن إنجاز التأهل يفتح العيون على رياضة واعدة يمكن أن تحقق لنا الكثير في الفترة القادمة، فإن استضافة بطولة 2009 تمهد إلى مرحلة جديدة لهذه الرياضة في الإمارات نتوقع أن تزيد من رقعة انتشارها· ومثلما استفاد المنتخب من قدرات لاعبيه في أرض الملعب في التغلب على منافسيه والوصول إلى النهائيات استفادت دبي من الملف القوي الذي أعده مجلس دبي الرياضي في التفوق على المدن التي نافستها· ولعل أبرز مفاجآت الملف هي تعهده بتشييد ملعب خاص لتنظيم البطولة يتسع إلى 17 ألف متفرج، الأمر الذي يعكس مدى الجدية الكاملة التي تبديها دبي في تنظيم بطولة غير عادية تتوازى مع حجم السمعة التي تحظى بها الدولة· ولاشك في أن الملف استفاد بشكل خاص من علاقة الشراكة التي تربط طيران الإمارات مع الاتحاد الدولي والتي كان من أحد بنودها تنظيم بطولة للكرة الشاطئية، ويكفي للتدليل على حجم هذه العلاقة أن ''طيران الإمارات'' كانت هي السباقة في إعلان الخبر والتأكيد على حصول دبي على التنظيم· الفوز بالبطولة والتأهل في حد ذاته يكشف عن حقيقة مؤكدة وهي أننا نملك قدرات فنية في هذه اللعبة نستطيع أن نجاري بها الآخرين والتفوق عليهم، كما أنها تكشف عن تقبل الجماهير لهذه اللعبة والإقبال عليها· أقول ذلك من واقع ما شاهدناه من الوقفة الجماهيرية خلف المنتخب في البطولة والتشجيع الحماسي الذي حظي به نجومنا طوال الأوقات، علاوة على عدم اقتصار الوجود الجماهيري على مباريات المنتخب ولكن وجود جماهير الجاليات الأخرى· الكرة الشاطئية من الرياضات الواعدة في العالم وتحظى باهتمام ومتابعة، وأخبارها منتشرة في القنوات الرياضية، وهذه الأيام على سبيل المثال تعرض ''يورو سبورت'' بطولة أوروبا الشاطئية· وقد تكون الكرة الشاطئية بشكلها الحديث جديدة علينا، لكن ممارسة الكرة على الرمل سواء على البحر أو في الفرجان والحارات أمر متأصل مارسناه جميعاً، ومعظم جيل 90 الذي وصل إلى كأس العالم كان خريج مدرسة ''الرمل'' وليس مدارس الكرة·