عنوان المقالة نحن السبب وأقصد بنحن العاملين في وسائل الإعلام المتفرقة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وحتى في مواقع الإنترنت·· فنحن نطبل ونزمر ليل نهار لنجوم كرة القدم ونتحدث عنهم كمن يتحدث عن حبيبته التي لا يطيق فراقها·· نتحدث عن رواتبهم وعن انتقالاتهم وعن قصة شعرهم وعن سياراتهم وكيف يقضون إجازاتهم ونتحدث عن منتخبات الرجال وكأنها الهدف والمنتهى·· ولكم في نهائيات كأس آسيا الأخيرة دليلا على ضجيج وجعجعة ''رغم أن الطحين كان شبه معدوم'' اللهم إلا للسعودية والعراق·· وعندما يأتي الدور على الفئات السنية ترانا نغض الطرف ونتحدث عنها وكأنها ''أشياء من المحرمات او التابوهات'' التي لايجوز تناولها إلى على استحياء· مادفعني لكتابة هذا الكلام هو ما يفعله المنتخبان السوري والتونسي في كأس العالم للناشئين بكوريا الجنوبية·· فلو تعادل ''وديا'' وليس تنافسيا أي منتخب عربي مع الارجنتين لأقمنا الدنيا ولم نقعدها والحديث عن مباراة الجزائر مع البرازيل وقبلها مع الأرجنتين لم يتوقف بعد رغم أنهما وديتان ورغم أننا لم نفز في كليهما·· ولكن صغار السوريين والتوانسة رسموا بعرقهم واندفاعهم وعفويتهم لوحة مغايرة لما نركز عليه في إعلامنا··· فانتقال أي لاعب من أي ناد كبير لآخر لايقل عنه كبرا يحظى بعشرات المقالات والتحليلات والتفنيدات والتفنيدات المضادة ولكن تأهل المنتخبين لدور الـ16 في كأس العالم يمر بشكل إخباري وكأنه تحصيل حاصل· صحيح ان فئة الرجال هي فئة الشهرة ومصدر الجاذبية للقراء وللمبيعات ولكن الصحيح ان الفئات العمرية خرج منها مارادونا وميسي وروني وكريستيانو رونالدو وسامي الجابر وإسماعيل مطر وخرج منها نجوم عمان الحاليون·· وأنا لا أطالب بتكبير رأس الصغار من خلال التركيز عليهم فرديا ولكن التركيز على إنجازهم الجماعي واجب ''صحفي قبل أن يكون وطنيا'' فنحن نادرا ما نكون فاعلين مؤثرين في البطولات العالمية وعندما نمنح هؤلاء بعض الدعم الذي يستحقونه نكون قد أعطينا درسا للنجوم الكبار بأن مراكزهم قد تكون مهددة في حال تقاعسوا عن الحفاظ على مستوياتهم وصيانتها لأن القادمين يعدون بالكثير· نفس الكلام ينطبق على بقية الألعاب الشهيرة وأبرز دليل أن بطولات الخليج تم إدراج ألعاب أخرى فيها دخلت وشاركت وخرجت وتوجت وانقهرت وسط صمت شبه تام من الإعلام·· فكيف نطالبهم بالإنجاز ونحن أول من نقزمه· المنتخب السعودي توج بطلا لشباب الخليج بكرة السلة واللبناني للرجال حقق وصافة آسيا ومع هذا نال انتقال ميدو من توتنهام واعتزال سامي الجابر وخسارة الاهلي المصري من الهلال السوداني أضعافا مضاعفة من الاهتمام الإعلامي·· أفهم أن من ذكرتهم هم ''نجوم الشباك'' ولكن أتساءل ألم نساهم نحن في ذلك؟ ألا نتحمل المسؤولية تجاه الآخرين الذي يتعبون ويتدربون ويحققون النتائج·· ألا نتحمل أية مسؤولية مهنية واخلاقية تجاههم؟ بدأت كلامي بنحن السبب وأنهيه بأنني واحد من هؤلاء ''النحن'' حتى لايتهمني البعض بالتنظير وصف الكلام·