بعد السيل المنهمر للرسائل الإلكترونية لنصابي ودجالي غرب أفريقيا، تتدفق علينا رسائل من نوع آخر من أوروبا الشرقية، وإذا كانت رسائل الأفارقة لم توفر رئيساً مخلوعاً أو مقبوراً الا ووظفت اسمه للاحتيال، فإن الرسائل الأوروبية الشرقية تستخدم ''أسلحة الدمار الشامل ''بإرسال صور شقراوات يعجز شعر الأعشى عن وصفهن· أما لم التركيز على منطقتنا، فالأسباب واضحة ولا تحتاج الى سوق مبررات· الانطباع في الخارج أن كلا منا على درجة خرافية من الثراء، والفراغ القاتل الذي يحتاج من الواحد منا أن'' يترس'' كراجه بالسيارات وخدوره بالحريم !· وإذا كانت صحفنا لا تخلو من أخبار ضحايا رسائل النصب اياهم، من الذين صدقوا ''عودة جني من إجازة لاستخراج كنز مدفون تحت المنزل، وكل المطلوب هو شيء من الزئبق الأحمر''، فإن الفضائيات نقلت لنا خبر ذلك الأميركي الذي وقع، و''لم يسم عليه أحد'' في ''دباديب'' شقراء أوكرانية، تبادلا بث ''اللواعج'' عبر''الشات''، وسهر الليالي مع الأخذ بعين الاعتبار فارق التوقيت، حتى زفت إليه خبراً طال انتظاره بأن العائلة الكريمة وافقت على القبول به زوجاً ''للغزالة الشاردة''، وعليه القدوم فوراً وعبور ''الأطلسي'' ومعه مهر العروس، لم يكذب الحبيب المتيم نبأ القبول، واستقل أول طائرة متجهة الى هناك، وبدلاً من العائلة المنتظرة وجد في استقباله شخصين زعما انهما شقيقا عروس المستقبل، وانهما سيذهبان به حيث ستلتئم العائلة على العشاء، ولكنهما اقتاداه الى وكر لعصابة أبلغته انه قد أصبح رهينتها، وعليه افتداء نفسه بمهر الشقراء التي طالما منى النفس بها، وارتفعت الفدية لتبلغ مئات الآلاف من الدولارات، دفعتها عائلته عداً ونقداً ليعود الى رشده الذي اختل فكان أول ما قام به لدى عودته الى منزله في تلك الولاية الأميركية الصغيرة، تحطيم جهاز الكمبيوتر وفصل خدمة الإنترنت عنه· وبدلاً من أن يلوم نفسه صب جام غضبه على وسيلة أتاحت للجميع ايضاً خاصية حذف رسائل الفضوليين والمتطفلين وكل كذاب أشر!·