رغم تحذيرات الشرطة من عصابات النصب والاحتيال العابر للحدود، والقادم الينا عبر الهواتف و''المس كولات''، و''ايميلات'' الغفلة إياها، مازال الضحايا يتساقطون في الشراك التي توضع لهم، وهي تنسج بكل سذاجة، ويقع فيها الضحية بسذاجة أكبر، والا ما الذي يجبرك على تصديق وهم، والرد على ''مس كول'' اتصال يردك من اقصى الغرب الأفريقي، او من بلد عربي لا قريب او بعيد او عزيز لك فيه؟!· إحدى ضحايا هذه المكالمات شابة مواطنة، وردها اتصال ''مس كول'' من شخص يزعم أنه من فضائية عربية شهيرة في عاصمة عربية كبيرة، يزف اليها التهاني والتبريكات بمناسبة فوزها بالجائزة الكبرى لأحد البرامج· وكل المطلوب منها لاستلام المليون الدولار ارسال ألف وخمسائة دولار لسداد رسوم النفقات الإدارية للجائزة· صاحبتنا لم تكذب خبراً، واتجهت الى أقرب محل صرافة لتحويل المبلغ، وجلست بانتظار مليون طال انتظاره، قبل أن تكتشف أنها كانت ضحية عملية ساذجة، لم تتساءل معها في كيفية فوزها بجائزة لمسابقة لم تشترك فيها اصلا!· وطبعاً الرقم الذي تتصل به لم ولن يرد الا على ضحية جديدة· والغريب أن ضحية هذه الواقعة وهي متعلمة لم تجد ما تبرر بها تصرفها سوى أنها كانت تحت تأثير ''سيطرة لا سلكية'' جعلتها تتوجه لا شعورياً الى محل الصرافة لتحويل المبلغ المطلوب!!· تبرير غريب ونحن في الألفية الثالثة والعالم يستكشف المريخ، ومع هذا -للاسف- لا يزال بيننا من يصدق ويروج لمثل هذه المزاعم!· ولا يقتصر الأمر علينا، فقد حذرت السلطات في كل من المانيا وستغافورة مواطنيها من عصابات الاحتيال، ففي سنغافورة وحدها خسر31 شخصاً في بضعة أيام خلال العام الجاري أكثر من مئة الف دولار اثر تصديق''اتصالات'' بيع الأوهام التي تردهم من الصين، وتتنوع في اساليبها واغراءاتها، من الفوز برحلات وشقق فاخرة في منتجعات عالمية وحتى الجوائز النقدية·وخير أسلوب للتعامل مع هؤلاء النصابين والدجالين تجاهل مكالماتهم واتصالاتهم للفوز براحة البال·