نعم·· لقد استخدم العراقيون أسلحة ''الدمار الكروي الشامل'' حتى يكسبوا كل منافسيهم ويعتلوا عرش الكرة الآسيوية بكل جدارة واستحقاق· نعم·· لقد كانت أسلحة الدمار الكروي الشامل خليطاً من العزيمة وقوة الإرادة والإصرار وحب الوطن وتجاوز كل دعاوى اليأس والإحباط والتشرذم والطائفية· ومن يملك مثل تلك الأسلحة·· من الصعب أن يهزمه أحد! وحقيقة الأمر أن العراقيين لم يحققوا إنجازاً بل كان انتزاعهم أغلى الألقاب الآسيوية بمثابة إعجاز قياساً بالظروف الصعبة التي عاشها أسود الرافدين قبل البطولة، حيث تم تجميع اللاعبين من دول شتى، وبدون معسكر إعداد، وبمدرب جديد ولكن إرادة العراقيين وضعت تلك الظروف خارج الحسابات، ومضى الأسد العراقي واثق الخطوة، يمشي ملكاً من مباراة لأخرى إلى أن أنهى مهمته على منصة التتويج وسط دهشة كل آسيا وإعجابها في آن واحد· إنها الفرحة التي وُلدت من رحم الألم والمعاناة، لتتوج أبطال العراق أبطالاً وأسياداً لكرة القارة لأول مرة في التاريخ· وسيبقى يوم الأحد التاسع والعشرين من يوليو 2007 يوماً للمجد والفخر للكرة العراقية التي شرفت العرب وأهدتهم اللقب الآسيوي الخامس· ولم يبالغ جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي عندما خصص مؤتمره الصحفي بإندونيسيا وقبل ساعات من نهائي الأحلام ليشيد بالمنتخب العراقي الذي قدم درساً لا ينسى في الإصرار وقوة الإرادة والروح الوطنية· وعندما نزل إلى أرض الملعب لمصافحة اللاعبين حرص على معانقة يونس محمود كابتن الفريق وكأنه يوجه التحية لكل الشعب العراقي الذي قدم هؤلاء اللاعبين الذين أثبتوا أنهم لم يهزموا منافسيهم في كأس آسيا فحسب، بل قهروا كل الصعاب وأثبتوا أن الإنسان العراقي قادر على الانتصار مهما كان حجم الأزمات التي تحاصره ليل نهار! إنه انتصار الإرادة· وإنها بطولة من ذهب أهداها اللاعبون لأرواح شهداء العراق· وأبداً لن تسقطي يا ''بغداد''! المنتخب السعودي وصيف بطل آسيا، يستحق كل التقدير على أدائه خلال البطولة، فبرغم تشكيلته المتجددة فإنه استطاع أن يصل إلى المباراة النهائية، وعزاؤه أنه خسر أمام فريق شقيق تسلح بكل الأسلحة المعنوية وجسد حقيقة أن المنتخب العراقي ''أحوج'' للبطولة من المنتخب السعودي الذي ذاق شهدها ثلاث مرات· وأعتقد أن المنتخب السعودي ستكون له كلمة في تصفيات المونديال التي يجيد التعامل معها وربما عوضته عما فاته في المونديال الآسيوي ·2007 عزيزي القارئ·· أستميحك عذراً في توقف الزاوية، للقيام بإجازة صيفية تأخرت كثيراً لأسباب آسيوية· وكل عام وأنتم بألف خير·