تختار أن تريح دماغك -كما يقولون- وتقرر شراء سيارة ''لنك'' من الوكالة، مفضلاً تحمل هموم الأقساط على أن تكون زبوناً دائماً لورش مصفح، وسيارات السحب أو''القطر''، وتحاول ان تكون سائقاً ملتزماً بأدق قواعد المرور، كيلا تسجل عليك نقطة سوداء هنا أو هناك، ومع ذلك ترضى بالهم ولا يرضى هو بك، اذ يقرر سائق حديث العهد بالقيادة وضع توقيعه على سيارتك، ذات اليمين والشمال، وعلى مضض تتحمل هذه ''التواقيع'' وتردها الى الأزمة المستفحلة التي تعانيها مدينتك في مواقف السيارات، ولكن أن يطال العبث لوحة السيارة، فحدث لا يسكت عنه، وانت تستوعب المخاطر الأمنية التي قد تترتب على عبث كهذا· تقرر الذهاب الى مرور أبوظبي لإبلاغها بالأمر، فتجد أن مفاجأة في انتظارك لا هي على البال أو الخاطر· هناك يبلغونك بأن عليك مخالفة منذ ما قبل شراء السيارة !!· كيف يا جماعة الخير، والرد ببساطة ''هذا الكمبيوتر وكلامه''· فقبل أن تسجل سيارتك الجديدة منذ عامين، وتصرف لك إدارة المرور هذا الرقم المنحوس غير القابل للطرح أو القسمة في آية مزادات سابقة أو لاحقة، كان الرقم مسجلاً لواحد من ''عيالنا الطيبين''، واكتشفنا انه ارتكب مخالفة بسيطة في ''الشارجة''، والحل الأسرع والأسهل حتى ''تفك عمرك'' الدفع بكل طيب خاطر، وإذا فيك حيل للطلعة والنزلة وفتح الملفات وانتظار البرقيات وتحرير القيود، عليك بطريق الإمارات حتى يكون دربك ''سالك''· تختلي بنفسك برهة، وتفكر في أسرع الحلول باعتبار أن الوقت من الذهب، وما فيك على الاستئذان من الدوام، تختار صاغراً أن تدفع قيمة مخالفة لا ذنب لك فيها الا انك أوقفت سيارتك في المكان الصحيح، وراعيت أن لا تحتك بأبواب مركبة جارك عن اليمين والشمال، وحتى الجار السابع· تسأل عن الربط الإلكتروني بدلاً من أن تقبض الباب والخط الى الشارقة، فلا تجد جواباً سوى ''ها بتدفع والا··''، فتفضل الدفع بالتي هي أحسن، وكان الله بالسر عليماً!!·