إذا سألت أي شاب اليوم·· أنت سعودي أم عراقي؟ سيأتيك الرد·· أنا عربي·· وإذا قلت له: من سيفوز المنتخب السعودي أم العراقي بكأس آسيا؟·· سيقول لك: الفائز هو الكرة الخليجية والعربية· هذا الشعور ليس بغريب على الشارع العربي الذي يضرب بجذور الانتماء في أرض الوطن العربي مهما حدث ومهما حاول البعض من نشر الفرقة و''النعرة'' الاقليمية· فنحن أولاً وأخيراً ننتمني الى هذا الوطن العربي الكبير الذي حباه الله وفضله على العالم كله بنزول الانبياء والأديان على أرضه· صحيح هناك انقسامات وحروب وتداعيات كثيرة تحدث كل يوم لكن شبابنا بريء منها براءة المنتخب من دم بن يعقوب، وسيظل الوطن العربي غنياً بشبابه وقادته وخيراته الى ان تقوم الساعة· فاليوم ستغطي سماء العاصمة الاندونيسية جاكرتا الأعلام السعودية والعراقية باللون الأخضر للمنتخبين السعودي والعراقي· وسندعو لهما بتقديم عرض كروي يؤكد زعامة الكرة الخليجية وغرب القارة الصفراء·· فلم نر تألقاً في هذه البطولة من لاعبي اليابان وكوريا مثلما شاهدنا القحطاني ومعاذ وتيسير ويونس ونور ونشأت يتألقون· فلا خاسر اليوم والكل فائز في وطننا العربي·· صحيح الكأس سيرفعها احد الفريقين، لكننا سنصفق للآخر ونهنئه تهنئة المنتصرين· واذا كان الكثيرون لم يتوقعوا تلك النهاية العربية الرائعة لأكبر بطولات القارة فإنها درس لكل من يريد ان يحقق التألق والتميز· فالشهرة بدون عمل جاد لا تصنع نجوماً، والخبرة وحدها لا تكفي، والتصريحات الانهزامية تسقط أصحابها بالضربة القاضية في الثواني الأولى من النزال·· والاستهتار بالآخرين يضعك في آخر الصفوف! فكرة القدم مستديرة كاستدارة الأرض لا تتوقف عن الدوران وتميل اليك طالما تركلها دائماً بروح عالية وعمل مستمر وعرق غزير وفكر مستنير وثقة كبيرة· فهي تهديك أحلى ما لديك عندما تصبح مثل أنجوس وفييرا وكتيبة المنتخبين السعودي والعراقي·· وتدير لك ظهرها عندما تواجهها بتهاون وروح انهزامية وانكسار وقلة شجاعة· فما أعظم الدروس التي قدمها لنا المنتخبان العربيان لكي نمحص ونتعلم اذا كنا جادين في تحقيق قفزة نوعية وصعود سلم الكبار· فالبناء الجيد يساوي حصاداً جيداً·· واذا كان المنتخب السعودي قد وصل الى نهائي آسيا بعدد من اللاعبين الصغار·· فهم نتاج تراكمات الماضي القريب والوصول الى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية· فهؤلاء اللاعبون ورغم حداثة أعمارهم بالبطولات الكبرى الا أن الأجيال الماضية والمسؤولين زرعوا فيهم حب الفوز والانتصارات· واذا كان منتخبنا قد اكتفى بخليجي ''''18 وخرج حزيناً من الدور الأول لنهائيات أمم آسيا·· فأمامه الفرصة كبيرة وسانحة لكي يعيد البسمة لنا من خلال تصفيات كأس العالم ·2010 فما بين انجاز أبطال ايطاليا 90 واقامة كأس العالم المقبلة عشرون عاماً بالتمام والكمال، واعتقد ان الوقت قد حان للتواجد من جديد في أكبر محفل كروي في العالم إذا ما أراد هذا الجيل تعويض ما فاته في نهائيات أمم آسيا· فالعمل بنهج جديد واحترافية في أسلوب الحياة وبروح خليجي ''''18 سوف يقود الأبيض لطرق أبواب جنوب أفريقيا لنفرح من جديد وليجدد شبابنا ثقة الشارع الرياضي فيهم· فتلاحم الشعب في خليجي ''''18 لا يزال يعيش بداخلنا وسنظل في انتظار تكرار هذه الصورة مرة ثانية ونأمل ان توافق 2010 بجنوب أفريقيا·