وهذا العنوان لا علاقة له بدرجات النفط العربي، وإنما القصة باختصار أنني في خريف العام 2002 كنت موفدا في مهمة صحفية الى معتقل جوانتانامو، وُنشرت حلقات تلك المهمة حينذاك في ''الاتحاد''، وضمن حديثه أمام باب مقره قال-فيما قال - قائد ''قوة الواجب'' الذي كان يدير المعتقل الجنرال الأميركي جيفري ميلر-قبل أن تبتلعه فضيحة سجن أبو غريب- هل تعلمون أن بعض المعتقلين العرب يفضلون البقاء على إعادتهم الى أوطانهم؟!· قلت لنفسي ربما كان الرجل يريد أن يضيف لما قاله لنا قبلا بأن بعض المعتقلين زاد وزنهم من جودة التغذية، لأنهم يتناولون ثلاث وجبات يوميا· كنت وزميلي المصور يوسف العدان العربيين الوحيدين في الفريق الصحفي المتواجد في ذلك الوقت، وضم خمسة آخرين من السويد وإسبانيا، ومراسلة أميركية من بورتوريكو· استحضرت كلام الرجل هذا الاسبوع مرتين، الأولى لدى متابعتي خطوة بلغاريا منح جنسيتها للطبيب الفلسطيني الأصل أشرف الحجوج لإنقاذه من حكم بدق عنقه في الأرض التي ولد عليها، لمجرد أن الأقدار ساقته للعمل مع الممرضات البلغاريات الخمس في مستشفى ليبي شهد واقعة الدم الملوث بفيروس''الإيدز''، وكان حبل المشنقة يتأرجح أمام أعينهم حتى فجر الثلاثاء الماضي· كما تابعنا عتاب الرجل للعرب خلال مؤتمره الصحفي لعدم ارتفاع صوت عربي رسمي واحد للحديث عن القضية التي تعود لثمانية أعوام خلت· أما المرة الثانية فقد كانت مع قرار الحكومة الدانماركية نقل عائلات المترجمين العراقيين الذين عملوا مع وحدتها العسكرية جنوبي العراق، والتي من المقرر أن تسحبها في نوفمبر المقبل، وذلك لحمايتهم من آية عمليات انتقام محتملة ،وقد بلغ عدد أفراد هذه العائلات مئتي فرد أي ما يقرب من نصف عدد الوحدة التي تضم نحو خمسمائة جندي· وقالت التقارير إن بعض جيران تلك العائلات عرضوا عليهم مبالغ نقدية ليدرجوا أطفالهم مع المغادرين· وكان الله في عون أمة حكوماتها تتبنى شعار''يا بخت من زار وخفف''!·