آخر ما كنا نتوقعه، أن نطلق على منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية لقب ''الجريحين'' بعد أن أطاح بهما ''الإعصار العربي'' بعيداً عن نهائي الأحلام الذي ستتفرغ أكبر قارات العالم لمتابعته غداً بين النسور والأسود، حيث ستكون ''العربية الفصحى'' هي اللغة المعتمدة لكرة القارة· ولحسن حظ شمشون الكوري والساموراي الياباني أن الاتحاد الآسيوي استحدث نظاماً جديداً يؤمن التأهل التلقائي لعدد من المنتخبات من بينها المنتخب الفائز بمباراة المركز الثالث التي كانت في السابق لا تسمن ولا تغني من جوع، وأصبحت الآن بمثابة بطولة خاصة، ليوفر الفائز على نفسه عناء خوض غمار مباريات قد تستغرق عاماً كاملاً يمكن في نهايتها ألا يتمكن من اللحاق بركب الصاعدين لنهائيات أهم بطولة على سطح الكرة الآسيوية· وتمثل مباراة اليوم بين اثنين من أهم القوى الكروية على صعيد القارة مناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذ، بعد أن أسقطت ركلات الترجيح المنتخب الكوري، ومنحت أسود الرافدين تأشيرة الوصول للنهائي لأول مرة، بينما أجهز مالك معاذ وياسر القحطاني وزملاؤهما على أمل اليابان في التأهل للنهائي لثالث مرة على التوالي، حتى إن البوسني أوسيم مدرب اليابان أشاد بأداء الأخضر السعودي، مؤكداً أنه بحث طويلاً عن منتخب اليابان طوال مباراة نصف النهائي فلم يجده، بعد أن افتقد التركيز أمام المرمى، بينما لاحت للمنتخب السعودي ثلاث فرص سجل منها ثلاثة أهداف كانت كفيلة بحسم المباراة لصالحه! إذا كان منتخبا اليابان بطل القارة ثلاث مرات وكوريا الجنوبية رابع مونديال 2002 قد نالا لقب ''الجريحين'' فإن منتخب أستراليا هو ''الجريح الثالث'' عن جدارة واستحقاق، فقد غادر البطولة بخفي حنين من ربع النهائى، دون أن يكسب سوى منتخب إندونيسيا· لقد جاءنا الكنجارو بهالة كبيرة وكأنه من كوكب آخر، وغادرنا في هدوء دون أن يشعر به أحد! ميزة السعوديين أنهم يخططون للمستقبل دون أن يغفلوا الحاضر، فبرغم ''تجديد'' شباب الأخضر، إلا أن كل التصريحات التي صدرت من المعسكر السعودي كانت تركز على أن المشاركة بهدف المنافسة على اللقب، لأن هذا هو قدر الأخضر السعودي دائماً الذي تربطه بالبطولة علاقة وثيقة، وتحولت التصريحات إلى واقع ملموس بعد أن تصدر الفريق المجموعة الرابعة على حساب كوريا الجنوبية والبحرين وإندونيسيا، وأن يحتوي القوة الأوزبكية في ربع النهائي، وقبل أن يوجه رصاصة الرحمة للمنتخب الياباني في نصف النهائي· وقبل ساعات من انتهاء المهمة الآسيوية تحولت التصريحات إلى نقطة انطلاق جديدة في تأكيد واضح على أن فريق ''الأحلام السعودي'' قادر على معانقة نهائيات المونديال للمرة الخامسة على التوالي· ومَنْ غير الأخضر السعودي في منطقة الخليج يستطيع أن يرتدي قفاز التحدي في كل بطولة يشارك فيها؟