عوّدتنا الساحة الكروية السعودية أن تتعامل مع أي مدرب جديد للأخضر بمنطق أن ''المدرب متهم إلى أن تثبت براءته''، ومنذ أن تولى البرازيلي أنجوس مهمته خلفاً لمواطنه باكيتا مدرباً للمنتخب السعودي، تعرض لحملة انتقاد عنيفة لاستبعاده بعض اللاعبين، واختياره وجوهاً جديدة تمثل الكرة السعودية لأول مرة، وذهب بعض المنتقدين إلى حد الاعتقاد بأن الكرة السعودية ستتعرض لكارثة حقيقية، بسبب ''المدعو'' أنجوس الذي لم يسمع النصيحة ويضم عدداً من اللاعبين الأوفر خبرة، والأكثر قدرة على الدفاع عن طموحات الأخضر الذي سبق أن صعد للنهائي 5 مرات وعانق اللقب ثلاث مرات! وبدأت المهمة الآسيوية، وتجاوز الأخضر منافسه الكوري بأقل الخسائر، عندما تعادل معه 1/،1 ومع ذلك لم تتوقف الحملة، وكسب الأخضر منافسه الإندونيسي أمام 250 مليونا من مشجعيه داخل الملعب وخارجه، ثم أجهز على شقيقه البحريني برباعية نظيفة، لم تتحقق أيام عز المنتخب السعودي· وتصدر الأخضر مجموعته ''الرابعة'' ومع ذلك تواصلت حملة التشكيك في امكانية أن يذهب الفريق بعيداً خاصة أن منافسه الأوزبكي في ربع النهائي، سبق له أن هزم الصين في ختام المجموعة الثالثة وبرغم ذلك تجاوزه الأخضر السعودي وصعد لنصف النهائي ليواجه اليابان أقوى وأفضل منتخب في آسيا وحامل لقب آخر نسختين للبطولة، واتفق الكثيرون على صعوبة مهمة الأخضر ''المتجدد'' وتوقع البعض أن يتعرض الفريق لهزيمة مهينة تهدم كل ما بناه في البطولة، وحدث العكس عندما ''صدم'' الأخضر منافسه الياباني بهدف ''كاسر'' القحطاني وتعادل اليابانيون ليتقدم الأخضر مرة أخرى بهدف مالك ليرد اليابانيون بهدف التعادل، ولكن مالك حسم الأمر وأكمل الثلاثية السعودية التي وضعت نقطة في آخر السطر لأمل اليابان في الفوز باللقب الآسيوي الثالث على التوالي، ولتضاعف طموحات الأخضر في تحقيق رقم قياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، بعد أن صعد للنهائي للمرة السادسة خلال سبع مشاركات! ألا يستحق أنجوس البرازيلي وتشكيلته الجديدة اعتذاراً من الذين اعتقدوا أن الكرة السعودية - على أيدي أنجوس ولاعبيه - ستسجل سقوطاً آسيوياً لا مثيل له!؟ ولم يكن البرازيلي فييرا مدرب العراق أحسن حظاً من مواطنه أنجوس مدرب السعودية، فقد تعرض فييرا لحملة انتقاد هائلة وتساءل البعض هل يجوز أن يتولى تدريب منتخب العراق مدرب سبق له أن تولى تدريب فريق الطائي السعودي ألا تستحق الكرة العراقية، بتاريخها ونجومها، مدرباً أفضل يقودها وسط أقوياء آسيا، وغيرها من علامات الاستفهام التي تنتقص كثيراً من قدر المدرب· وبدأت مهمة المنتخب العراقي بالتعادل مع تايلاند، فظهرت الانتقادات من جديد، ثم فاز على أستراليا وتعادل مع عُمان وتصدر مجموعته فبدأت الانتقادات تتحول تدريجياً إلى الإشادة بقرار الاتحاد العراقي باسناد مهمة تدريب الفريق للمدرب فييرا الذي نجح في قيادة الفريق ليتجاوز فيتنام في ربع النهائي وكوريا الجنوبية في نصف النهائي ليصعد أسود الرافدين لأول مرة في تاريخهم لنهائي البطولة، ليقابلوا أشقاءهم السعوديين في نهائي عربي للمونديال الآسيوي· ألا يستحق البرازيلي فييرا اعتذاراً يوازي الاعتذار لمواطنه أنجوس مدرب السعودية، أم أن المكابرة ستدفع البعض لترديد عبارة أن الإنجاز صنعه اللاعبون ولا فضل للمدرب في ذلك؟